Adab al-Qadi
أدب القاضي
Enquêteur
جهاد بن السيد المرشدي
Maison d'édition
دار البشير
Édition
الثانية
Année de publication
1444 AH
Lieu d'édition
الشارقة
Genres
أَبْرَأْتُهُ مِنْ ذَلِكَ. أَنَّ بَرَاءَتَهُ بَاطِلٌ وَلَهُ أنْ يَأْخُذَهُ بِرَفْعِهِ مَتَى بَدَا لَهُ؛ لأنَّ هَذَا كأنَّهُ عَارِيَةً، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ أَعَارَهُ مَوَاضِعَ الْخَشَبِ مِنْ حَائِطِهِ كَانَتْ الْعَارِيَةُ فِي ذَلِكَ باطِلًا، وكان لَهُ أن يَأْخُذَهُ بِرَفْعِهِ عَنْ حَائِطِهِ مَتَى بَدًا لَهُ، وكَذَلِكَ لَوْ كَانَ حِينَ أَقَرَّ لَهُ عِنْدَ الْقَاضِي بِذَلِكَ صَالَحَهُ عَلَى مِائَةِ دِرْهَمٍ عَلَى أَنْ يَتْرُكَ الْخَشَبَ عَلَى حَائِطِهِ كَانَ الصُّلْحُ فِي هَذَا باطِلًا لَا يَجُوزُ وَيَرُدُّ الْمِائَةَ وَيَأْخُذُهُ بِقَلْع ذَلِكَ مَتَى بَدَا لَهُ، فَإِذَا كَانَ شَيْئًا لَا يَجُوزُ فِيْهِ الْبَرَاءَةُ وَلَا الصُّلْحُ فِيْهِ أَحْلَفْتُهُ بِاللهِ مَا هَذَا الشَّيْءَ الَّذِي ادَّعَى عَلَى مَا فَسَّرْتُ لَكَ.
وَلَوْ كَانَ صَاحِبُ الْخَشَبِ هَذَا الْمُدَّعِي فَقَدَّمَ صَاحِبَ الْحَائِطِ فَقَالَ: كَانَ فِي هَذَا الْحَائِطِ (١) خَشَبٌ فَرَفَعْتُهُ أَوْ قَلَعْتُهُ لِأَعْمَلَ غَيْرَهُ وَقَدْ مَنَعَنِي صَاحِبُ هَذَا الْحَائِطِ وَهُوَ حَقٌّ لِي فِيْهِ. وَأَنْكَرَ صَاحِبُ الْحَائِطِ ذَلِكَ، فَأَرَادَ اسْتِخْلافَهُ، فَإِنَّ الْقَاضِي يُحَلِّفُهُ بِاللهِ مَا لِهَذَا فِي هَذَا الْحَائِطِ مَوَاضِعُ الْخَشَبِ وَهُوَ كَذَا خَشَبَةً فِي مَوْضِعِ كَذَا مِنْ هَذَا الْخَائِطِ بِحَقِّ وَاجِبٍ لَهُ فَإِنْ حَلَفَ عَلَى ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سَبِيلٌ وَلَا يُحَلِّفُهُ حَتَّى يُسَمِّ عَدَدَ الْخَشَبِ وَمَوَاضِعَهُ مِنَ الْحَائِطِ وَتَصَرُّفُ مَنْ ذَلِكَ مَا إِنْ أَنَكَلَ عَنِ الْيَمِينِ أَلْزَمَهُ إِيَّاهُ.
وكَذَلِكَ إنِ اذَّعَى مَسِيلَ ماءٍ أَوْ طَرِيقًا فِي دَارِ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ يُضِيفُ ذَلِكَ ثُمَّ يُحَلِّفُهُ لَهُ الْقَاضِي بِاللهِ مَا لَهُ هَذَا الْحَقّ الَّذِي اذَّعَاهُ فِي هَذِهِ الدَّارِ الَّتِي فِي يَدَيْكَ.
وَإِنِ اذَّعَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلِ أَنَّهُ شَقَّ فِي أَرْضِهِ نَهَرًا سَاقَ الْمَاءَ فِيْهِ إِلَى أَرْضٍ لَهُ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أنْ يَسْأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الأرْضِ وَمَوْضِعِهَا وَمَوْضِعِ هَذَا النَّهَرِ مِنْهَا وَقَدْرِهِ، ثُمَّ يَسْأَلُ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ عَنْ ذَلِكَ، فَإِنْ جَحَدَ دَعْوَاهُ وأرَادَ اسْتِخْلافَهُ اسْتَحْلَفَهُ لَهُ بِاللهِ مَا أَحْدَثْتُ فِي أَرْضِ هَذَا الرَّجُلِ هَذَا النَّهَرَ الَّذِي وَصَفَ وَذَلِكَ
(١) [ق/ ١٩ ب] من (خ).
138