Adab al-Ikhtilaf fi al-Islam

Taha Jabir Al-Alwani d. 1437 AH
42

Adab al-Ikhtilaf fi al-Islam

أدب الاختلاف في الإسلام

Maison d'édition

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

Lieu d'édition

فيرجينيا - الولايات المتحدة الأميريكية

Genres

(إليه) فزعت فضربها الطلق، فدخلت دارا فألقت ولدها، فصاح الصبي صيحتين ثم مات. فاستشار عمر صحب النبي ﷺ فاشار عليه بعضهم: أنه ليس عليك شيء، إنما أنت وال مؤدب، وصمت علي ﵁، فاقبل عليه عمر وقال: ما تقول؟ قال: إن كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأ رأيهم، وإن كانوا قالوا في هواك فلم ينصحونا لك، أرى أن ديته عليك، فإنك أنت أفزعتها، والقت ولدها بسببك؛ فأمر عمر أن يقسم عقله (دية الصبي) على قومه (٤٠) . وهكذا نزل عمر على رأي علي ﵄ ولم يجد غضاضة في العمل باجتهاده وهو أمر المؤمنين، وقد كان في رأي غيره له منجاة. بين عمر وعبد الله بن مسعود: عبد الله بن مسعود من اقرأ اصحاب رسول الله ﷺ لكتاب الله، ومن أعلمهم بسنة رسول الله ﷺ حتى كان كثير من الصحابة يعدونه من أهل بيت رسول الله ﷺ لكثرة ملازمته له، قال أبو موسى الأشعري: «كنا حينا وما نرى ابن مسعود وأمّه إلاّ من أهل بيت النبي ﷺ من كثرة دخولهم ولزومهم له) (٤١) . وقال أبو مسعود البدري مشيرا إلى عبد الله بن مسعد، وقد رآه مقبلا: «ما أعلم رسول الله ﷺ ترك بعده أحدا أعلم

(٤٠) اخرج مسلم هذا الأثر في باب (دية الجنين) رقم (١٦٨٢) وابو داود والنسائي وابن حبان وغيرهم فانظر تعليقنا في المحصول (٢/ق١/٧٦) و(ق٢/٣٧٧) . (٤١) أخرجه مسلم وانظر الإحكام لابن حزم (٦/٦٣) .

1 / 62