وأغني الجيش عن حركات غزو ... لما ركبوا السهولة والجبالا
ووفرهم فما هزوا رماحًا ... ورفعهم فما سلوا نصالا
وكم قد ساس في سيس أمورًا ... رأى تكفورها فيها الخبالا
فينظر يقظة خيلًا ورجلًا ... وتغروه مهابتهم خيالًا
برأي كالحسام الغضب ماض ... أفادته تجاربه صقالًا
وخط لو رآه الزهر غضًا ... لجود تحت أحرفه مثالا
ونثر تكرعُ الأسماع فيه ... على ظمأ فترشفه زلالا
وكم نظم ترقرق في انسجام ... فلولا الطرس يمسكه لسالا
فل نر مثل هاتيك السجايا ... ولا أزهى ولا أزكى خلالا
أفاض الله من كرم عليه ... مدى الأيام رحمه سجالًا
وكتبتُ مع هذه الأبيات نثرًا ذكرته في الجزء السادس والأربعين من التذكرة لي.
وكتب هو إلي لغزًا، وأنا وهو في القاهرة سنة خمس وأربعين وسبع مئة:
إن اسم من أهواه تصحيفه ... وصفٌ لقلب المدنف العاني
وشطره من قبل تصحيفه ... يقاد فيه المذنب الجاني
وإن أزلت الربع منه غدا ... مصحفًا لي منه ثلثانِ
وهو إذا صحفته ثانيًا ... اسم المحبوب لنا ثاني