ولم يزل إلى أن انقلب دست الدَّشْتي، وحار فيما نزل به الطبيب والمفتي.
وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث عشرة وسبع مئة.
ومولده بحلب سنة أربع وثلاثين وست مئة.
أحمد بن محمد بن قُرْصة
شهاب الدين بن شمس الدين الأنصاري.
هو من بيت مشهور بالصعيد، منهم جماعة فضلاء رؤساء، تفرّد هذا شهاب الدين من بينهم بنظم القَرْقيّات وجوّدها، وأجراها على قواعد العذوبة وعوُدها، يأتي بها باكورة زَهْر أو كأسُ زُلال جُلي على الظمآن من نَهْر، خفيفةٌ على القلب لذيذة على السمع لِما لها في العقل من السَّلب، ونظم الشعر جيّدًا، ودخل به في جملة الشعراء، ولم يكن متحيِّدًا، وذاق منه كؤوس العلاقم، وجَرّعهم من هَجوه سُموم الأراقم، جاب الأقطار، وجلب الأوطار، ودخل الأمصار، واجتدى بالمدح والهجو أفات طَلبه أم صار، وكان شيخًا كاد الدهر يحني صَعْدَته ويُري العيون هزَته ورَعْدَته.
وكتب إليّ أشعارًا غلت عندي أسعارًا، ومنها:
ما لي أرى الشعراء تكسبُ عارًا ... بهجاتهم وتحمّلوا أوزارا
فلذاك طُفْتُ بباب كلِّ مهذَّبٍ ... وجعلتُ شعري في الكرام شعارا
مدحوا الأخساء اللئام فضيّعوا ال ... أشعار لَمّا أرخصوا الأسعارا