Figures de la pensée islamique contemporaine
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Genres
إليك رسول الله وجهت وجهتي
لأنك باب الله في أي محنة
وأنت ملاذ العارفين بأسرهم
إذا ما استغاثوا سيما يوم حسرة
وهي قصيدة سارت بذكرها الركبان، تقرأ عند اشتداد الكروب ونزول المصائب، ولقد أخبرنا أحد الثقات أنه كان إذا دخل من باب الجامع الأموي وأحس به بعض المدرسين قام مختفيا خشية الوقوف على درسه والتكلم معه، كما أخبر بعض المعمرين أنه كان يأتي بعض ضواحي دمشق وقراها؛ كقرية دوما وكفر سوسه، فيدخل الجامع فيجتمع عليه الناس للوعظ والانتفاع بعلمه وفضله، فيقرأ أولا عشر من القرآن الكريم بالقراءات العشر، ثم يشرع بالوعظ بلا كتاب، وقد أخبرنا الشيخ عثمان الدرماني الحنبلي الفقيه إمام مسجد درما أنه جلس مرة للوعظ مبتدئا ببيت من البردة فشرحه بأنواع الفنون، ثم توقف هنيهة فأنشأ عدة أبيات من بحر البردة وقافيتها، كما نظم تاريخا بديعا منقوشا على جدار درما الشهير.
وله مع الأمير عبد القادر الجزائري الكبير واقعة مشهورة، وهي أنه في أثناء احتدام قضيته «دار الحديث» دخل على الأمير عبد القادر الجزائري وهو يقرأ البخاري لتلامذته فقال موجها الخطاب للأمير: أصلي أربع تكبيرات على هذا الميت، فكان هذا سببا لقيام الأمير بنصرة الشيخ، وبالجملة كان مجدد عصره بلا خلاف، وحامل لواء السنة بالاتفاق .
ورأيت بخط تلميذه الشيخ عبد السلام الشطي أنه توفي يوم الخميس 19 جمادى الآخرة سنة 1279ه في دمشق، ودفن في تربة باب الصغير، وقبره ظاهر يزار ويتبرك به.
وأعقب المترجم نجليه: العلامة الشيخ محمد بدر الدين وأخاه المرحوم الشيخ أحمد بهاء الدين، وكان الأخير من أهل العلم إماما في مدرسة دار الحديث، ثم صار شيخا للتكية المجيدية يقيم بها الذكر والطريقة النقشبندية إلى أن توفي إلى رحمة الله، وخلف ولدا دعاه يوسف ضياء الدين، وهو في كنف عمه يطلب العلم أسوة بأسلافه.»
نشأة الأستاذ الأكبر الشيخ بدر الدين
وقد نشأ الأستاذ الأكبر مولانا الشيخ بدر الدين في حجر والده العلامة الشيخ يوسف المشار إليه آنفا، وحفظ القرآن الكريم بمعونته وإرشاده، وقرأ عليه مبادئ العلوم حفظا وفهما، وحينما أشرف والده على الموت كان يقول له: تركتك لله يا بدر الدين، وكان لوالده شغف عظيم به ومحبة شديدة له، وقد ذكره في قصيدته التوسلية، وكان غائبا عن دار الخلافة لأجل قضية «دار الحديث»، قال:
Page inconnue