Figures de la pensée islamique contemporaine
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Genres
وكان إذا اتفق له حضور وليمة في تلك المدة يقول لصاحب الدعوة: أحضر لي بصلا فإني لا آكل غيره، بهذا أمرني شيخي.
ومن فضلاء ذلك العصر الذين أخذ عنهم: سعيد الحلبي، وحامد العطار، وعبد الرحمن الكزبري، والسراج الداغستاني، والضياء خالد الكردي النقشبندي، الذي اصطحبه لزيارة بيت المقدس وعادا معا إلى دمشق حيث ألبسه الخرقة النقشبندية وأقامه خليفة له، لكن غلب عليه الاشتهار بالعلم وتدريسه، وانتفع به خلق كثير هناك منهم السيد إبراهيم العطار، ثم استدعاه أهل حلب للاحتياج إليه، وقلد بها فتوى السادة الشافعية، والتدريس في مدرسة بني العشائر والصلاحية وغيرهما، مع الإمامة والخطابة في الشعبانية، وانتفع به خلق كثير، وتهذب على يديه رجال وأبطال، منهم العلامة محقق المعقول والمنقول، مدقق الفروع والأصول، أبو محمد عبد القادر بن عمر بن صالح الشهير بالحبال، الزبيري نسبا الحنفي مذهبا، صاحب «نتيجة الأفكار نظم تنوير الأبصار» وغيرها من التآليف المنقحة المفيدة، المتوفى أواخر شعبان سنة 1300ه، والعلامة الشيخ هاشم بن عيسى الشافعي صاحب «شرح الألفية» وغيره، المتوفى آخر رمضان سنة 1292ه، وزينة البلاد، ومفخرة الزهاد، وعالم العباد، السيد إسماعيل اللبابيدي، شارح الآجرومية بلسان الحكمة والوعظ شرحا نفيسا واسعا في نحو عشرين كراسة، وصاحب التصانيف العديدة نظما ونثرا، المتوفى سنة 1290ه، ومنهم العلامة الشيخ صالح أفندي الجندي العباسي مفتي معرة النعمان.
وحينما أراد السلطان العثماني عبد المجيد الاحتفال بختان ابنه السلطان عبد الحميد، أمر باستدعاء صاحب الترجمة في مقدمة من دعاهم من علماء البلاد الإسلامية، فلما دخل على السلطان للتسليم صافحه وقرأ عليه ويده في يده «سورة العصر»، فهملت دموع السلطان اتعاظا، وحظي عنده بالمرتبة العليا. وعرض عليه كثيرا من الخلع والهدايا السنية فلم يقبل منها شيئا، وعاد إلى حلب معززا مكرما، حيث واصل الاشتغال بالعلم تدريسا وتصنيفا.
ومن مصنفاته: «كنز المعاني شرح رسالة الشيخ قاسم الخاني في الميزان»، وقد أفاد فيه وأجاد، ولم يترك مجالا لأحد من النقاد، بين فيه الموجهات بشباك ظريف، ووضع شباكا آخر للأشكال الأربعة بين فيه كيفية وضع تركيب ضروبها، وأتى فيه بعجائب وغرائب لم يسبق إليها، وافتتحه بقوله: «الحمد لله الذي زين نوع الإنسان بفصيح المنطق والكلام.» واختتمه بقوله: «وقد وافق الفراغ منه في دمشق المحمية، في المدرسة البدرائية، قبيل الزوال من السبع الرابع من العشر السادس، من الثلث الثاني من السدس الثالث، بعد الواحد الصحيح، من هجرة النبي الفصيح، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشرف وعظم، والحمد لله رب العالمين.» وكتب ولده عبد الرحمن عليه حاشية نفيسة سماها «تحفة المعاني على كنز المعاني».
ومن مصنفاته: «نظم مختصر المنار وشرحه»، و«نظم الرسالة الفتحية في أعمال الربع المجيب وشرحه»، و«نظم معفوات الصلاة وشرحه»، و«نظم الجمل»، ونظم الحل والكسور سماه: «مخدرات الحور»، وشرحه ولده عبد الرحمن شرحا نفيسا سماه: «الجوهر المنثور على مخدرات الحور»، ورسالة في الجهاد رتبها على ثمانية أبواب عدد أبواب الجنة، وهي رسالة جيدة في بابها، في نحو خمسة كراريس، ورسالة في النحو سماها: «تمرين الطلاب» رتبها ترتيبا حسنا، وهي أول ما ألف في حداثة سنه، وأقرأها لجماعة من المبتدئين، كان منهم السيد أحمد الترمانيني الشهير، وبذا عده في شيوخه، وله شعر رائق، منه:
إني لأعجب والحجارة صنعتي
وأشد ما فيها علي يهون
كيف ابتليت بقلبك القاسي الذي
عمري أعالجه وليس يلين
وله مشطرا بيتي الخفاجي:
Page inconnue