حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
Maison d'édition
مكتبة الرشد
Genres
وله من العمر ثلاث وستون، منها أربعون قبل النبوة، وثلاث عشرون نبيًا رسولًا.
ــ
قوله: "والعرب من ذرية إسماعيل"، أي: فيكون النبي ﷺ من أولاد إسماعيل ﵇ وليس من أولاد "إسحاق"، وأنبياء بني إسرائيل كلهم من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. و"إسماعيل" ولد لإبراهيم ﵇ من أمته "هاجر" على كبر منه قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ ١، وهو الذي أمر إبراهيم ﵇ بذبحه كما ذكر الله تعالى في القرآن.
قوله: "وله من العمر ثلاث وستون سنة" هذا الأمر الثاني: وهو معرفة عمره ومكان ولادته. وقد ورد عن عائشة ﵂ قالت: "توفى النبي ﷺ وهو ابن ثلاث وستين"٢. وأما مولده ﷺ ففي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل٣.
قوله: "منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيًا مرسلًا" هذا ورد م حديث أنس ﵁ وفيه: "أنزل عليه وهو ابن أربعين"٤. وإذا كان الرسول ﷺ مات وعمره ثلاث وستون سنة، وثبت في حديث أنس أنه بعث على رأس الأربعين، فهذا يدل دلالة قاطعة على أن مدة النبوة والرسالة كانت ثلاثًا وعشرين سنة. وقد ورد في "صحيح
١ سورة إبراهيم، الآية: ٣٩. ٢ أخرجه البخاري: "٦/٥٥٩"، ومسلم: "رقم٢٣٤٩". ٣ انظر: "البداية والنهاية": "١/٢٥٩". ٤ "أخرجه البخاري": "٦/٥٦٤-فتح"
1 / 158