فحي على جنات عدنٍ فإنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطَّت به أوطانه فهو مُغْرم
وأي اغترابٍ فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم
وحي على السوق الذي فيه يلتقي المح ... بون ذاك السوق للقوم يعلم
فما شئت خذ منه بلا ثمن له ... فقد أسلف النجار فيه وأسلموا
وحي على يوم المزيد الذي به ... زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحي على وادٍ هنالك أفيحٍ ... وتربته من إذْفَر المسْكِ أعظم
منابر من نور هناك وفضة ... من خالص القيان لا تتقصم
وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا ... من دون أصحاب المنابر يعلم
فبينا همو في عيشهم وسرورهم ... وأرزاقهم تجري عليهم وتقسم
إذا هم بنور ساطع أشرقت له ... بأفطارها الجنات لا يتوهم
تجلَّى لهم ربُّ السموات جهرةً ... فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميعهم ... بآذانهم تسليمه إذ يُسَلم
يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما ... تريدون عندي أنني أنا أرحم
فقالوا جميعًا نحن نسألك الرضا ... فأنت الذي تُولي الجميلَ وترحم
فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم ... عليه تعالى الله فالله أكرم
فيا بائعا هذا ببخس معجَّلٍ ... كأنك لا تدري، بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
1 / 39