بمنزلة ما الأرض للنبات كذلك البطن للحيوان، يغذو ويسخن ويبرد لأنه متى استفرغ برد ومتى امتلأ سخن، كما أن الأرض إذا أسرقت في الشتاء تسخن كذلك البطن تكون في هذه الوقت حارة، ما كان من الشجر قشره رقيقا يابسا وكان لحمه من داخل صلبا فهو صحيح لا يعفن طويل العمر بمنزلة الرق وما أشبهه، الأسنان والأوقات من السنة والسنين تشبه الأشياء التي تحيا، ما يحيا لا يبلي ما استعمل باعتدال لكنه يصير أفضل كما أن القلة الجديدة إذا عتقت لم تجر كذلك أيضا البطن يرشح منها الغذاء ويرسب فيها منه الثفل كالذي يعرض في الإناء
[chapter 13]
أصناف الأمراض مينها جنسية وتعرفها يكون بأن تسائل عنها سكان البلد وذلك أن هؤلاء قد سكنوا وعن التدبير وعن حالات المريض وعن أوقات السنة، البلدان إذا كان وضعها مشاكلا لبعض أوقات السنة كانت الأمراض الحادثة فيها شبيهة بالأمراض العارضة من ذلك الوقت من السنة مثال ذلك الحر والبرد العارضين في يوم واحد فإن البلد متى كانت حاله هذه الحال كانت الأمراض العارضة منه أمراض خريفية وفي سائر البلدان على هذا القياس منها ما يكون عن روائح الحمأة والآجام ومنها ما يكون عن المياه فتولد الحجارة وتحدث الأطلحة وقد يعرض شبيه بهذا من الروائح الطيبة والرديئة
[chapter 14]
Page 25