Abou des Martyrs Hussein Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genres
أبو الشهداء
فليس في العالم أسرة أنجبت من الشهداء من أنجبتهم أسرة الحسين عدة وقدرة وذكرة، وحسبه أنه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين.
وأيسر شيء على الضعفاء الهازلين أن يذكروا هنا طلب الملك ليغمزوا به شهادة الحسين وذويه.
فهؤلاء واهمون ضالون مغرقون في الوهم والضلال.
لأن طلب الملك لا يمنع الشهادة، وقد يطلب الرجل الملك شهيدا قديسا، ويطلبه وهو مجرم بريء من القداسة.
وإنما هو طلب وطلب، وإنما هي غاية وغاية، وإنما المعول في هذا الأمر على الطلب لا على المطلوب.
فمن طلب الملك بكل ثمن، وتوسل له بكل وسيلة، وسوى فيه بين الغصب والحق، وبين الخداع والصدق، وبين مصلحة الرعية ومفسدتها؛ ففي سبيل الدنيا يعمل لا في سبيل الشهادة.
ومن طلب الملك وأباه بالثمن المعيب، وطلب الملك حقا ولم يطلبه لأنه شهوة وكفى، وطلب الملك وهو يعلم أنه سيموت دونه لا محالة، وطلب الملك وهو يعتز بنصر الإيمان ولا يعتز بنصر الجند والسلاح، وطلب الملك دفعا للمظلمة وجلبا للمصلحة كما وضحت له بنور إيمانه وتقواه، فليس ذلك بالعامل الذي يخدم نفسه بعمله، ولكنه الشهيد الذي يلبي داعي المروءة والأريحية، ويطيع وحي الإيمان والعقيدة، ويضرب للناس مثلا يتجاوز حياة الفرد الواحد وحياة الأجيال الكثيرة.
ومن ثم يقيم الآية بعد الآية على حقيقة الحقائق في أمثال هذا الصراع بين الخلقين أو بين المزاجين والتاريخين.
وهي أن الشهادة خصم ضعيف مغلوب في اليوم والأسبوع والعام.
Page inconnue