Abou des Martyrs Hussein Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genres
وليست موازين المساومة بالموازين الفذة التي يصلح عليها أمر بني الإنسان، فإن بني الإنسان ما بهم عن غنى قط عن الذين يخطئون؛ لأنهم أرفع من المصيبين، وأنهم لهم الشهداء.
وإنهم لعلى صواب في المدى البعيد، وإن كانوا على خطأ في المدى القريب، مدى الأجواف والمعدات والجلود لا مدى الأرواح والأخلاد.
من هؤلاء كان الحسين - رضي الله عنه - بل هو أبو الشهداء، وينبوع شهادة متعاقبة لا يقرن بها ينبوع في تاريخ البشر أجمعين.
فلا جرم يصيب في المدى البعيد، ويخطئ في المدى القريب، مدى المنفعة التي تناله هو في معيشة يومه، وهو المدى الذي لا يأسف عليها ولا ينص الركاب إليه.
الفصل السابع
كربلاء
الحرم المقدس
عرفت قديما باسم «كوربابل» ثم صحفت إلى كربلاء، فجعلها هذا التصحيف عرضة لتصحيف آخر يجمع بين الكرب والبلاء، كما رسمها بعض الشعراء.
ولم يكن لها ما تذكر به في أقرب جيرة لها فضلا عن أرجاء الدنيا البعيدة منها؛ فليس لها من موقعها، ولا من تربتها، ولا من حوادثها، ما يغري أحدا برؤيتها، ثم يثبت في ذاكرة من يراها ساعة يرحل عنها.
فلعل الزمن كان خليقا أن يعبر بها سنة بعد سنة وعصرا بعد عصر، دون أن يسمع لها اسم أو يحس لها بوجود، إلا أن تذكر «نينوى» وجيرتها فتدخل في زمرة تلك الجيرة بغير حساب.
Page inconnue