Abou des Martyrs Hussein Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genres
ومن رعايته لسنن الأسرة ووصايا الأبوة أنه ركبه دين فساومه معاوية بمائتي ألف دينار أو بمبلغ جسيم من المال على عين «أبي نيزر» فأبى أن يبيعها مع حاجته إلى بعض ما عرض عليه؛ لأن أباه تصدق بمائها لفقراء المدينة، ولو أنه باعها لوقفها معاوية على أولئك الفقراء.
وقد أخذ نفسه بسمت الوقار في رعايته أسرته ورعاية أسرته ورعاية الناس عامة؛ فهابه الناس وعرف معاوية عنه هذه المهابة فوصفه لرجل من قريش ذاهب إلى المدينة فقال: «إذا دخلت مسجد رسول الله فرأيت حلقة فيها قوم كأن رءوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبد الله مؤتزرا إلى أنصاف ساقيه.»
ولم يذكر عنه قط أنه كان يواجه الناس بتخطئة وهو يعلمهم ويبصرهم بشئون دينهم، إلا أن تكون مكابرة أو لجاجة فله في جواب ذلك أشباه تلك القوارص التي كانت تؤثر عن أبيه.
وما لم تكن مكابرة أو لجاجة فهو يحتال على تصحيح الخطأ حيلة لا غضاضة فيها على المخطئين.
فمن آدابه وآداب أخيه في ذلك أنهما رأيا أعرابيا يخفف الوضوء والصلاة فلم يشاءا أن يجبهاه بغلطه، وقالا له: «نحن شابان وأنت شيخ ربما تكون أعلم بأمر الوضوء والصلاة منا، فنتوضأ ونصلي عندك، فإن كان عندنا قصور تعلمنا.» فتنبه الشيخ إلى غلطه دون أن يأنف من تنبيههما إليه، ومر يوما بمساكين يأكلون فدعوه إلى الطعام على عادة العرب، فنزل وأكل معهم ثم قال لهم: «قد أجبتكم فأجيبوني.» ودعاهم إلى الغداء في بيته. •••
ورويت الغرائب في اختبار حذقه بالفقه واللغة كما رويت أمثال هذه الغرائب في امتحان قدرة أبيه عليهما السلام. فقيل: إن أعرابيا دخل المسجد الحرام فوقف على الحسن - رضي الله عنه - وحوله حلقة من مريديه فسأل عنه، فقال لما عرفوه به: «إياه أردت. جئت لأطارحه الكلام، وأسأله عن عويص العربية.» فقال له بعض جلسائه: «إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشاب.» وأومأ إلى الحسين عليه السلام، فلما سلم على الحسين وسأله عن حاجته قال: «إني جئتك من الهرقل والجعلل والأيتم والهمهم.» فتبسم الحسين وقال: يا أعرابي! لقد تكلمت بكلام ما يعقله إلا العالمون.
فأجابه الأعرابي قائلا يريد الإغراب: وأقول أكثر من هذا، فهل أنت مجيبي على قدر كلامي؟ ثم أذن له الحسين فأنشد أبياتا تسعة، منها:
هفا قلبي إلى اللهو
وقد ودع شرخيه
فأجابه الحسين مرتجلا بتسعة أبيات في معناها ومن وزنها، يقول منها:
Page inconnue