Abou des Martyrs Hussein Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genres
وكأنما كانت هذه المنافسة المؤصلة الجذور لا تكفي قصاص التاريخ، فأضاف إليها أناس من ثقاتهم قصة منافسة أخرى هي وحدها كافية للنفرة بين قلبين متآلفين، وهي قصة زواج الحسين - رضي الله عنه - بزينب بنت إسحاق التي كان يهواها يزيد هوى أدنفه وأعياه.
وكانت زينب هذه على ما قيل أشهر فتيات زمانها بالجمال، وكانت زوجة لعبد الله بن سلام القرشي والي العراق من قبل معاوية.
فمرض يزيد بحبها وأخفى سره عن أهله، حتى استخرجه منه بعض خصيان القصر الذين يعينونه على شهواته، فلما علم أبوه سر مرضه أرسل في طلب عبد الله بن سلام، واستدعى إليه أبا هريرة وأبا الدرداء، فقال لهما: إن له ابنة يريد زواجها ولم يرض لها حليلا غير ابن سلام ؛ ولدينه وفضله وشرفه ورغبة معاوية في تكريمه وتقريبه، فخدع ابن سلام بما بلغه وفاتح معاوية في خطبة ابنته، فوكل معاوية الأمر إلى أبي هريرة ليبلغها ويستمع جوابها، فكان جوابها المتفق عليه بينها وبين أبيها أنها لا تكره ما اختاروه، ولكنها تخشى الضر وتشفق أن يسوقها إلى ما يغضب الله، فطلق ابن سلام زوجته واستنجز معاوية وعده، فإذا هو يلويه به، ويقول بلسان ابنته إنها توجس من رجل يطلق زوجته وهي ابنة عمه وأجمل نساء عصره.
وقيل إن الحسين سمع بهذه المكيدة، فسأل أبا هريرة أن يذكره عند زينب خاطبا، فصدع أبو هريرة بأمره، وقال لزينب: «إنك لا تعدمين طلابا خيرا من عبد الله بن سلام.»
قالت: «من؟» قال: «يزيد بن معاوية والحسين بن علي، وهما معروفان لديك بأحسن ما تبتغينه في الرجال.»
واستشارته في اختيار أيهما، فقال: «لا أختار فم أحد على فم قبله رسول الله، تضعين شفتيك في موضع شفتيه.»
فقالت: «لا أختار على الحسين بن علي أحدا، وهو ريحانة النبي، وسيد شباب أهل الجنة.»
فقال معاوية متغيظا:
أنعمي أم خالد
رب ساع لقاعد
Page inconnue