48

Abou Nouwas

أبو نواس: الحسن بن هانئ

Genres

ولا حاجة إلى استقصاء شواهد «الارتداد» في شعر أبي نواس، فكل ما وصف به أكفاء المنادمة والظرف، وجعلهم من أقرانه لا يخلو من هذا الارتداد، وكان قريبا في تداعي الخواطر - أو تداعي الهواجس - أن يرى أنه يشبه «حسنا» اسما ورسما إذ كان مفتونا بطول قامتها وهو غير طويل:

طويلة خوط المتن عند قياسها

ولي بالطويلات المتون ولوع

ويخطر على البال أن أكثر الصفات المرتدة إنما كانت من صفات المخلوع محمد الأمين، ومن حبه إياه أنه كان صديق الخمر، وأنه كان ينهاه عنها لينفي عن سمعته قالة السوء.

بل قيل - وما هو بالخاطر البعيد - إن شغفه بالأمين إنما كان شغف عاشق لا شغف تابع بمتبوع، فما كان أبو نواس بالذي يبقى على ولائه بعد خلع الخليفة تشيعا لرأي أو تعصبا لمذهب، وتقول طائفة من الرواة: إن أبيات الشاعر الدالية التي يقول منها:

أصبحت صبا ولا أقول بمن

من خوف من لا يخاف من أحد

إن أنا فكرت في هواي له

أحسست رأسي قد طار عن جسدي

إنما نظمها في الأمين، وأنه كان يشرب معه يوما، فنشط الأمين للسباحة فلبس ثياب ملاح، ولبس غلامه كوثر مثل لباسه، ووقعا في البركة، ونظر أبو نواس إلى بدن الأمين فرأى ما لم ير مثله، فلما كان من غد جاء الحسين بن المنذر مسلما عليه، قال الحسين: فسألته عن خبره مع محمد فقال: ويلك! رأيت الفتنة، وأنشد هذا الشعر فقلت له: ويحك اتق الله في رأيك، فإنه إن بلغه قتلك.

Page inconnue