شعره
فصل في المكرر في معانيه
تكرير المعاني وقع لكثير من الشعراء، ولم نر أحدا عابهم به، إلا إذا كان المعنى في نفسه ساقطا مرذولا، يؤاخذ الشاعر عليه، فتكون مؤاخذته على تكريره وترديده أولى. ومن الشعراء من يكرر الألفاظ فيعمد إلى بيت أو شطر بيت سبق له، فيعيده في قصيدة أخرى؛ إما بتغيير قافية، أو بجعل الصدر عجزا، أو بالعكس. وهذا النوع يسميه أصحاب البديع بالتفصيل، فإذا كان مأخوذا من شعر الغير سموه: إيداعا، أو تضمينا، على اختلاف بينهم فيه. ولم نقصد هنا التكلم عليه، بل اقتصرنا على ما كرره أبو العلاء من معانيه.
فمنها قوله في تشبيه مسامير حلق الدروع بعيون الجراد:
سليمية من كل قتر يحوطها
قتير نبت عنه الغواني العوانس
تخيل أبصار الدبى فمسهد
ومغف وشيء بين ذينك ناعس
وكرره فقال:
كأن الدبى غرقى بها غير أعين
Page inconnue