تزيده في عين الناظر مهابة، وهو مرتد قباء «بغلطاق» من الحرير السميك السنجابي اللون عليه أزرار كبيرة من الذهب في سجفه وهو متمنطق بحياصة عريضة من الذهب علق على يسارها سيف عربي، أما كلوتته فهي من الحرير الأسود المضرب، وعمامته صغيرة مفرعة، وخفاه الخارجيان مثبت فيهما مهماز مكفت بالذهب مثل أقطاي.
وإذ يزاح الستار يرى رجل آتيا من الباب الأيسر الأعلى - مقطع العظماء - ماشيا الهوينا على إفريز الإيوان وراء الأعمدة، وفي يده رسالة يقرؤها ثم ينزلي الرحبة، وإذ يرى الخزانة أمامه مقفلة الغطاء يجلس عليها، ويستمر في القراءة، وهذا هو الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ أتابك الجند «القائد العام» ومدير الدولة في مرض السلطان، وملبسه في جملته مثل بيبرس إلا أنه أزرق اللون، وإذا نظر إليه الناظر وجده في الخمسين من عمره، ينم مجموعه على أنه نضو حروب، ظفر منها بمجد وعظمة جديرة به وبسالف محتده؛ إذ إنه سليل أمجاد وفرسان وقادة عظماء معروفين على مدى سبعة قرون،
4
ولكنه في صمته وقلة انشراح نفسه وعدم انقطاع نظره عن الرسالة التي بيده يشعر بأن ضميره مثقل بهم كبير.
والمكان مضاء بثريات عظيمة متعددة القناديل؛ واحدة في الإيوان، وثلاث في معاقد البوائك إلا أنها صغيرة، وأخرى كبيرة في وسط الرحبة يرى تحتها حامل مثمن الأضلاع، مصنوع باللقم والمخاريط الخشبية التي تصنع منها المشربيات عادة، وهو شبيه في جملته بكرسي العشاء في الأفراح عندنا.
التمثيل
سهيل (ناظرا إلى الرقعة يتناول رخ محسن ويلقيه في درج الدست) :
رخ (يلتفت إلى الفارس أقطاي)
كيف حالك يا أقطاي؟
أقطاي :
Page inconnue