أقطاي (متعجبا) :
ومن كان هذا الرسول يا ترى؟
محسن :
تاجر من أهل البندقية تعرفه منذ كانت في بيت المستعصم ببغداد، أي: قبل أن تتزوج من مولأنا السلطان الصالح.
أقطاي :
تالله ما وثقت يوما بتاجر ولا رأيته فيمن يستحق كرامة. ولكن ماذا فعلت شجرة الدر؟
محسن :
لعمري لولا أن مرض السلطان يقعدها لذهبت هي نفسها تبحث عن أختها هذي. فما أنسى يوم جيء بها معنا إلى العراق كيف كانت تبكي على أمها وأبيها وتتوسل إلى بائع الرقيق أن يردها إلى خوارزم. والرجل يضحك مرة ويعبس أخرى ويهم يضربها أحيانا، ولا أنسى أيام اصطفاها السلطان زوجة له كيف أخذت تنبش الأرض عمن تخطفهم تجار الرقيق من أهلها إثر نكبة التركمان الكبرى، وماذا أنفقت من الأموال حتى جاءها بيبرس بأختها صفية هذي.
أقطاي :
لقد كان يوما مشهودا.
Page inconnue