301

Abarul Afkar fi Usul ad-Din

أبكار الأفكار في أصول الدين

Genres

** وأما الإشكال الثانى :

التى بعضها وضع الرقوم ، والحروف المتألفة الدالة. لا أنها نفس الرقوم الحادثة.

وعلى هذا فيمتنع تسمية الرب تعالى كاتبا ؛ لعدم صدور الكتابة عنه.

[وأما (1) قوله (1) ] تعالى ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) (2): أى وعد (3) بها ، وأوجبها (3) على نفسه. وقوله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين ) (4) معناه (5) أوحينا ، وألزمنا (5)، وقوله : ( وإنا له كاتبون ) (6): أى موجبون ، وملزمون. وقوله عليه السلام : «كتب الله التوراة بيده» : أى ألزم حكمها بقدرته ، ومشيئته.

** وأما / الإشكال الثالث :

الاشتقاق من خصوص وصف الحياة.

وهذا المسلك أيضا من النمط المتقدم ؛ وذلك أنه لو قيل : لم قلتم إنه يلزم من قيام الكلام بالمحل أن يعود إليه منه وصف ، أو إضافة؟ لم يجدوا إلى ذلك سبيلا غير مجرد الدعوى ، أو القياس على بعض الصفات ؛ وهو غير لازم ؛ لجواز أن يكون ذلك لخصوص تلك الصفة ، أو أن خصوص ما نحن فيه مانع.

** والمعتمد (7) فى ذلك أن يقال (8):

أجمع أهل الملل قاطبة على وقوع البعثة ، وتبليغ الرسل إلى الكافة أنواع التكاليف : بالأوامر ، والنواهى ، والإعلام بما أخبر الله تعالى به مما كان ، وما سيكون ، وأنهم حاكمون مبلغون عن الله تعالى ذلك. ولو لم يكن لله تعالى كلام ولا أمر ، ولا

Page 383