Aafat al-Lisan fi Dhaw' al-Kitab wa al-Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
12

Aafat al-Lisan fi Dhaw' al-Kitab wa al-Sunnah

آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة

Maison d'édition

مطبعة سفير

Numéro d'édition

التاسعة

Année de publication

١٤٣١ هـ

Lieu d'édition

الرياض

Genres

الوعيد بكشف الله عيوب الذين يتبعون عورات المسلمين، ومجازاتهم بسوء صنيعهم، وكشف مساويهم ولو كانوا في بيوتهم مخفيين من الناس (١)، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وعن المستورد بن شداد ﵁ أن النبي ﷺ قال: «من أكَلَ برجلٍ مسلمٍ أُكْلةً فإن الله يُطعِمُهُ مثلها من جهنم، ومن كُسِيَ ثوبًا برجلٍ مسلمٍ فإن الله يكسوه مثله من جهنم، ومن قام برجلٍ مقام سمعةٍ ورياءٍ؛ فإن الله يقوم به مقام سُمعة ورياء يوم القيامة» (٢). وهذا الحديث فيه الوعيد لمن أكل أكلةً برجل مسلم: أي بسبب اغتيابه والوقيعة فيه، أو بتعرضه له بالأذية عند من يعاديه، أو كُسِيَ ثوبًا بسبب إهانته. فإن الله ﷿ يطعمه من جهنم مثل ما طعم بهذا الرجل المسلم، ويكسوه من جهنم مثل ما كُسِيَ؛ لأن الجزاء من جنس العمل (٣).والله أعلم. ومعنى «من قام برجل مسلم ...» ذكروا له معنيين: المعنى الأول: أن الباء للتعدية، أي أقام رجلًا مقام سمعة ورياء، ووصفه بالصلاح، والتقوى، والكرامات، وشهره بها وجعله وسيلة إلى تحصيل أغراض نفسه وحطام الدنيا، فإن الله يقوم بعذابه وتشهيره، لأنه كان كاذبًا.

(١) انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود، ١٣/ ٢٢٤. (٢) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الغيبة، برقم ٤٨٨١،وأحمد،٤/ ٢٢٩،والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٤/ ١٢٨، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٢/ ٦٤٣، برقم ٩٣٤. (٣) انظر: عون المعبود، ١٣/ ٢٢٥.

1 / 13