A Treatise on Explaining the Most Comprehensive Verse in the Quran

Sami Al-Qudomi d. Unknown
11

A Treatise on Explaining the Most Comprehensive Verse in the Quran

رسالة في بيان أجمع آية في القرآن

Maison d'édition

دار الوضاح

Lieu d'édition

عمان - الأردن

Genres

حتى أن إعطاء الحيوان حقه من العدل؛ فعَنْ ابْنِ عُمَرَ ﵄ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ) (البخاري: ٣٠٧١) (مسلم: ٤٩٥١) فيندرج تحت العدل كل الأقوال والأفعال بكل ارتباطاتها مع كل الأشياء من أشخاص وأوقات وحيوان وجماد. - والأمر (بِالْعَدْلِ) نهي عن كل صور الظلم في هذه الحياة، فانظر –بارك الله فيك- سعة عموم الأمر بالعدل. - (وَالْإِحْسَانِ) الواو للعطف، والإحسان مصدر أحسن، نقول: أحسن إحسانًا. والإحسان هو: إتقان الشيء على أكمل وجه، وله أنواع، منها: الإحسان إلى غيره بمعاملته على أكمل وجه، نقول: أحسن الابن إلى والديه. وكذلك إتقان المرء فعله، نقول: أحسن الرجل عمله. وقيل: إن "الإحسان" هو المندوب، وهذا غير صحيح، فإن من الإحسان ما هو فرض كالإحسان إلى الوالدين (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ...) (الإسراء: ٢٣)، ومن الإحسان ما هو مندوب، كما يحسن أحدنا إلى أحد دون أن يَجِبَ عليه. - (الْإِحْسَانِ) لفظ عام يندرج تحته كل صور الإتقان في الأقوال والأفعال، فالإحسان مع الله ﷾ (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) (البخاري: ٤٨) (مسلم: ٩) حتى أن الله شرع لنا الإحسان للحيوان؛ فعَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ (مسلم: ٣٦١٥) - ولعموم "الإحسان" في الآية؛ فإنه لم يبقَ أي نوع من الإحسان إلا واندرج تحته.

1 / 10