256

A Righteous Response to the Vile Criminal

الرد القويم على المجرم الأثيم

Maison d'édition

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٣ هـ

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

من أصول الدين) ص ٨٥١ جـ ١٠ المنار، ص ١٤٠ جـ ١٩ المنار. وسوف يزداد الأمر عجبًا وعجبًا إذا عرفنا أن أبا هريرة لم يعاصر النبي - ص - إلا عاما وتسعة أشهر. وقد قال أبو محمد ابن حزم إن مسند تقي بن مخلد قد احتوى من حديث أبي هريرة على ٥٣٧٤ روى البخاري منها ٤٤٦ وقال أبو هريرة عن نفسه في البخاري ما من أصحاب النبي - ص - أحد أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فقد كان يكتب ولا أكتب، ولو بحثنا عن كل ما رواه ابن عمرو هذا لوجدناه ٧٠٠ حديثا روى البخاري منها سبعة ومسلم ٢٠، والحقيقة التاريخية تقول أن ابن عمرو هو أحد الرواة عن كعب الأحبار وكان قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب كان يرويها للناس فتجنب الأخذ عنه كثير من أئمة التابعين. وكان يقال له لا تحدثنا عن الزاملتين. وقال فيها الخطيب البغدادي ومغيرة (ما يسرني أنها لي بفلسين. ووضح ذلك في صفحة ٩٣ تأويل مختلف الحديث، وقال ابن حجر في الفتح ثبت أن أبا هريرة لم يكن يكتب ص ٦٧٧ جـ ٢ فتح الباري وكذلك لم يحفظ القرآن.
والجواب أن يقال هذا مما نقله المؤلف من كتاب أبي رية والكلام عليه من وجوه أحدها أن يقال إن شرار العصريين قد جعلوا أبا هريرة ﵁ غرضًا لسهامهم الخبيثة فأكثروا الوقيعة فيه والتنقص له ورموه ظلمًا وزورًا بكل ما يرون أنه يشينه ويقدح فيه، وقد تولى كبر ذلك أبو رية ونشره في كتابه الذي هو ظلمات بعضها فوق بعض، ونقل أقوال الشانئين لأبي هريرة ﵁ من الروافض ومشايخ أبي رية وغيرهم من متشدقة العصريين، وسيقف أبو هريرة ﵁ والشانئون له بين يدي حكم عدل لا يظلم مثال ذرة فيأخذ للمظلوم حقه من الظالم، ولو كان أبو رية وأشباهه من أعداء السنة وأعداء أهلها يؤمنون بوقوع القصاص يوم القيامة لما تجرءوا على أصحاب رسول الله ﷺ وتنقصوهم واستحلوا أعراضهم بغير حق.
وقد ورد النهي الأكيد عن سب الصحابة وإيذائهم، وورد أيضا الوعيد الشديد على ذلك، وقد ذكرت ذلك في الفصل الحادي عشر في أول هذا الكتاب فليراجع هناك (١).

(١) ص: ٢٩ - ٣٠.

1 / 255