Une partie du discours sur le hadith de Shaddad bin Aws 'Quand les gens thésaurisent l'or et l'argent'

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
11

Une partie du discours sur le hadith de Shaddad bin Aws 'Quand les gens thésaurisent l'or et l'argent'

جزء من الكلام على حديث شداد بن أوس «إذا كنز الناس الذهب والفضة»

Chercheur

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

Maison d'édition

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Genres

والرشد ضد الغي. قال الله تعالى: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ (١). فمن لم يكن رشيدًا، فهو إما غاوٍ، وإما ضال. كما قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ (٢). فالغاوي من تعمد خلاف الحق، والضال من لم يتعمد. والعزم نوعان: أحدهما: عزم المريد عَلَى الدخول في الطريق، وهو من البدايات. والثاني: العزم عَلَى الاستمرار عَلَى الطاعات بعد الدخول فيها، وعلى الانتقال من حال كامل، إِلَى حال أكمل منه، وهو من النهايات. ولهذا سمى الله تعالى خواص الرسل أولوا العزم -وهم خمسة- وهم أفضل الرسل. فالعزم الأول يحصل للعبد [به] (*) الدخول في كل خير، والتباعد من كل شر؛ إذ به يحصل للكافر الخروج من الكفر والدخول في الإسلام، وبه يحصل للعاصي الخروج من المعصية والدخول في الطاعة، فَإِذَا كانت العزيمة صادقة، وصمم عليها صاحبها، وحمل عَلَى هوى نفسه وعلى الشيطان حملة صادقة، ودخل فيما أمر به من الطاعات فقد فاز. وعون الله للعبد عَلَى قدر قوة عزيمته وضعفها، فمن صمم عَلَى إرادة الخير أعانه وثبته، كما قيل: عَلَى قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي عَلَى قدر الكرام المكارم

(١) البقرة: ٢٥٦. (٢) النجم: ٢. (*) زيادة يقتضيها السياق.

1 / 344