A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
86

A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

Maison d'édition

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Lieu d'édition

عمان

Genres

التَّوحيد بصورة الاستفهام؛ حتَّى لا تأخذهما المفاجأةُ بإبطال ما وجدا عليه آباءَهما من قبل فينفرا منه، فقال لهما متلطِّفًا مترفِّقًا متحبِّبًا: ﴿يَاصَاحِبَيِ﴾ في ﴿السِّجْنِ﴾ أجيباني على سؤالي بفطرتكما وعقلكما ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ﴾ أي أآلهةٌ متعدِّدة متكثِّرة مقهورةٌ لا إرادة لها ﴿خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ﴾ الَّذي لا ثاني له ﴿الْقَهَّارُ (٣٩)﴾ الغالب على أمره. فتعدُّد الآلهة يوجب فساد السَّموات والأرض، كما قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢)﴾ [الأنبياء] ويوجب الاختلاف والتَّنازع والتّشاحن، كما قال تعالى: ﴿فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ... (٢٩)﴾ [الزّمر]. ونراه أورد الدَّليل على عدم صحَّة عبادتهما بصورة الاستفهام ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ﴾؛ لأنَّ ذلك أدعى للقبول، وهو استفهام إنكاري يراد به التَّقريع والتَّوبيخ. ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ﴾ ﵎ أنتما ومَنْ على دينكما من أهل مِصْر القُدماء ﴿إِلَّا أَسْمَاءً﴾ فارغة ليست تحتها مسمَّيات تستحقُّ إطلاق هذه الأسماء عليها، وما ليس فيه حقيقةُ إطلاق الاسم عليه لا وجود له أصلًا. ويلاحظ أنَّه جاء بخطاب الجمع ﴿مَا تَعْبُدُونَ﴾ وكذلك ما بعده من الضَّمائر لأنَّ الخطاب لصاحبي السِّجن ومن على دينهما. ﴿سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ﴾ آلهةً من عند أنفسكم، وليس في المسمَّى من الألوهيَّة شيء، وهي في الحقيقة مألوهة مؤلَّهة لا آلهة ﴿مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ من بُرهان يدلُّ على صحَّة عبادتها، ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ

1 / 90