Un jour dans la maison du Prophète

Abd al-Malik ibn Qasim d. Unknown
78

Un jour dans la maison du Prophète

يوم في بيت الرسول

Maison d'édition

دار القاسم

Genres

يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة ألا تسرع، وكان يقول حينئذ: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» (١). أما الفارس الشجاع صاحب المواقف المشهورة والوقائع المعروفة علي بن أبي طالب ﵁ فهو يقول عن رسول الله ﷺ: «كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله ﷺ، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه» (٢). ولصبر الرسول ﷺ في أمر الدعوة مضرب المثل والقدوة الحسنة، حتى أقام الله ﷿ صروح هذا الدين وطفقت خيله تجول الجزيرة وبلاد الشام وما وراء النهر، وحتى لا يدع بيت مدر ولا وبر إلا دخله. قال رسول الله ﷺ: «لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليل وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواري إبط بلال» (٣). ورغم ما ورد إليه من الأموال والغنائم وما فتح الله على يديه فإنه ﷺ لم يورث دينارًا ولا درهمًا إنما ورث هذا العلم وهو ميراث

(١) رواه مسلم. (٢) رواه البغوي في شرح السنة، وانظر صحيح مسلم ٣/ ١٤٠١. (٣) رواه الترمذي وأحمد.

1 / 80