75

...

البلاغة العربية

Maison d'édition

دار القلم،دمشق،الدار الشامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

إنّْ قول المتنبِّي لكافور الإِخشيدي: *"لقد كنت أرجو أنْ أراك فأطربا"*. له سطح يمدح به كافورًا، لكنَّ له عمقًا يسخر به منه. *** سادسًا - أوجه النَّص: ومنْ عناصر الجمال والكمال الأدبيّ الرفيع في الكلام أنْ يكون له عدّة أهداف، وهذه الأهداف كلُّها مقصودة به، ويظهر هذا بجلاء حينما يكون المخاطب بالكلام جماعة ذات فئات مختلفة، وعناصر متباينة. فمن أمثلة النَّصّ ذي الهدف المزدوج أن يوجِّه ذو سلطان عدم تهديده الشديد للَّذين يخالفون أوامر مبعوث من قبله للقيام بمهمّة من المهمّات السلطانيّة، إنّنا نلاحظ في هذا النَّص التهديدي هدفين معًا: أحدهما: تهديد الذين يخالفون. وثانيهما: رفع معنويَّة المبعوث، وشدُّ أزره وشحذُ همّته للقيام بما بُعِثَ به أفضل وجه. وقد يكون الكلام مثلّث الهدف، أو أكثر من ذلك، وكل صاحب علاقة يأخذ من النَّصّ ما يناسب حاله، ويكْثُر هذا في النُّصوص القرآنيّة، فقد يكون الكلام تهديدًا وتوعُّدًا للكافرين، ووعدًا للمؤمنين، وتربيةً وتأديبًا وتسلية للرسول صلوات الله وسلامه عليه. ومن الأمثلة القرآنية على تَعَدُّد الهدف من النصّ قول الله ﷿ في سورة (الأنفال/ ٨ مصحف/ ٨٨ نزول): ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الذين كَفَرُواْ سبقوا إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ﴾ [الآية: ٥٩] .

1 / 81