التطيب والتجمل
مداخلة: ما رأيك في الزوج الذي يتقدم إلى زوجته وهو في ريحة عمله ومع ذلك لو أن الزوجة ما تطيبت وتجملت تكون هناك كارثة؟ الشيخ: هذا أيضًا من حقوق الزوجة على زوجها وهو التطيب والتجمل والتزين، لا في وقت الفراش فقط، بل كما يريد الزوج أن تتزين وتتطيب وتتجمل له امرأته في كل وقت، بل ويغضب جدًا وربما يعلن الشكوى، ويقول: إن امرأتي لا تتطيب ولا تتجمل إلا إذا أرادت أن تخرج، وإذا ما جلست معي لا تجلس إلا بثياب المطبخ التي عطرتها رائحة الثوم والبصل، فيجب عليه هو الآخر أن يكون متطيبًا متجملًا متزينًا لزوجته.
من أين ذلك؟ من كتاب الله ﷾: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة:٢٢٨] .
وكان ابن عباس ﵄ يقول: (إني لأحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي امرأتي) .
أمر جميل فهم راق.
(إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي امرأتي) ومحال أن يظن الزوج العاقل الألمعي أنها لمجرد أنها زوجة ستقبله على أي حال، فهذا مرفوض مستحيل، بل ستبغض لقاءه، وهذا من أخطر الأسباب التي تجعل كثيرًا من الزوجات يمتنعن عن الأزواج، فيجب على الزوج أن يتطيب، وأطيب الطيب الماء، وأن يضع قليلًا من طيبه، من أي عطر إذا أراد أن يقبل على امرأته، وتصور خلق الحبيب ﷺ الذي كان عرقه أطيب من المسك، ومع ذلك كان يكثر من وضع الطيب، ويكثر من استعمال السواك ليغير رائحة فمه، ويكثر من وضع الطيب حتى قال ﵊ كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والنسائي وغيرهما من حديث أنس قال: (حبب إلي من دنياكم الطيب) .
إذًا: كما يحب الزوج أن تتطيب وتتزين له زوجته فمن حقها عليه أن يتزين ويتطيب هو الآخر لها.
5 / 7