وكلام رسوله.
أما الثاني: الذي رزقه الله علمًا ولكنه لم يبلغ درجة الأول، فلا حرج عليه إذا أخذ بالعموميات والإطلاقات وبما بلغه، ولكن يجب عليه أن يكون محترزًا في ذلك، وألا يقصِّر عن سؤال مَن هو أعلى منه من أهل العلم؛ لأنه قد يخطأ، وقد لا يصل علمه إلى شيء خصَّص ما كان عامًّا، أو قيَّد ما كان مطلقًا، أو نَسَخَ ما يراه محكمًا. وهو لا يدري بذلك.
أما الثالث: وهو مَن ليس عنده علم، فهذا يجب عليه أن يسأل أهل العلم لقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ ١، وفي آية أخرى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ* بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ﴾ ٢. فوظيفة هذا أن يسأل، ولكن مَن يسأل؟ في البلد علماء
_________
١ سورة الأنبياء، الآية: ٧. وأيضا سورة النحل، الآية: ٤٣.
٢ سورة النحل، الآيتان: ٤٣، ٤٤.
1 / 34
مقدمة
السبب الأول: أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه
السبب الثاني: أن يكون الحديث قد بلغ الرجل ولكنه لم يثق بناقله
السبب الثالث: أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه
السبب الرابع: أن يكون بلغه وفهم منه خلاف المراد
السبب الخامس: أن يكون قد بلغه الحديث لكنه منسوخ ولم يعلم بالناسخ
السبب السادس: أن يعتقد أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع
السبب السابع: أن يأخذ العالم بحديث ضعيف أو يستدل استدلالا ضعيفا