قوموا سافروا تعز وإلا اطلعوا صنعاء، اللحم هناك في القمامة ملآن. السكان هنا ما فيش معهم أكل لأنفسهم. المدينة راقدة من ستين سنة.
عادا إلى تعز بحمولتهما الكبيرة. كانت هناك نقطتان عسكريتان، سألوا السائق عن التصريح، فأخرج لهم ورقة تفيد أن البضاعة تخص المقش. حين وصلا طرف مدينة تعز جهز السائق الإكرامية قبل أن يصل أول نقطة تفتيش. سأل زربة: ليش ما أعطيت إكرامية للجنود في خط المخا؟ - اسكت واتفرج بلاش، تحصل على معاش، بكرة تعرف كيف يذبحوا الكباش.
بعد أسبوع تحركا عند الغروب إلى منطقة ذباب، وأخبره السائق أن المقش هذه المرة سيجزل له الإكرامية، لكن زربة لم يكن مطمئنا من سفرهما ليلا وعودتهم في نفس الليلة. وصلا إلى قرية صغيرة قريبة من ساحل البحر فيها مخزن كبير. أقبل عدة عمال مستعجلين يحملون الناقلة بكراتين صغيرة، وكان أحدهم يحذرهم: انتبهوا الحمولة فيها كسر ...
كان هناك ضوء في البحر يتمايل ويقترب نحو الشاطئ، ظنه زربة قاربا يحمل متسللين صوماليين، فقد راءهم كثيرا يخرجون من البحر ويمشون في الطرقات إلى المدن. انطفأ الضوء وبعد نصف ساعة شاهد أناسا ينقلون كراتين من قارب إلى الساحل، ويدفنون بعضها في الرمل وينقلون الآخر إلى المخزن. حينها عرف أن المقش مهرب. غضب وقال: يا عبد الملك، ليش ما قلت إن المقش مهرب؟ أنا أكره التهريب. مات سالم المدحجي أمامي على حدود نجران، ما دريناش
25
هل قتلوه حرس الحدود، أو سقط من قمة الجبل. - يا رجل لي ثلاث سنوات أعمل مع المقش ما حدث شي.
رمى زربة بعمامته أرضا وبانت صلعته البيضاء وقال بغضب: أقول لك أنا أشقى
26
على عشرة جهال.
27 - يا زربة، ما تخفش، المقش منسق مع العسكر.
صفحه نامشخص