أزوج بنت صغيرة، قلت شعمل ثواب معها. تزوجنا أنا وابني أحمد أختين.
غادره زربة بعد أن أعطاه القات وقليلا من المال.
توفي عثمان المتصوف بعد أن بلغ الخامسة والتسعين عاما من العمر. حضر زربة عزاءه في المسجد، وقد كان عثمان من المتشددين في تقاليد العزاء لمدة ثلاثة أيام، يتمتع فيها المعزون باللحم والقات، ولو باع أهل المتوفي آخر حقل من حقولهم أو ذبح بقرتهم الوحيدة لصالح العزاء. لكن خطباء الجوامع والمعاهد الدينية التي انتشرت بشكل كبير في المناطق، كان لها الأثر في إلغاء تلك العادة التي كان يدعمها المتصوفون والأئمة.
ذهب زربة وزوجته لزيارة سميحة ابنة خاله، فوجدها في أشد مرضها، بعد إصابتها بمرض سرطان الثدي، وقد توفيت أمها بنفس المرض. في المساء حدثته صفية عن الحياة في المدينة، واقترحت أن يأخذهم للعيش هناك فلم يتبق في القرية إلا القليل من الأهالي أغلبهم من العجزة، وأصبحت القرية شبه خاوية فرفض زربة طلبها.
على الرغم من زيادة دخل زربة المادي، إلا أنه صرفها على أولاده والقات واللحم، ولم يدخر منها شيئا فكل يوم عنده عيد؛ حتى إن أولاده نجيب ومنير وعبده درسوا في الجامعة على نفقتهم الخاصة، كانوا يشتغلون عتالين بعد الظهر عند التجار.
بلغت ابنته الكبرى نصرة العشرين من العمر، وكان عليه دين كبير لمقبل الدسم وابنه حسن قيمة القات واللحم، فطلب مقبل ابنته نصرة لابنه حسن. زفت نصرة إلى دار زوجها بثوب عليها لا غير، وتحولت ليلة العرس إلى نواح عند صفية، كانت تقول : زوجت بنتك نصرة
49
بقيمة القات واللحم. الله يكسر ضروسك ... الله يجعل لشجرة القات الجراد.
أما هو فكان يضحك ويقول: يا صفية، الجراد ما ياكلينش القات. - الجراد يعرف ضرره أحسن منكم. - بنتك، شتشرب مرق وتأكل لحم وقات كل يوم. تحمد الله أنها تزوجت جزار ومقوت.
50
صفحه نامشخص