39
عندي مولد؛ لكن والله ما تعودوا من بيتي بدون عشاء. الخير موجود.
ذهب الوطواط إلى زوجته، وذبحا أربع دجاجات وأكثرا من المرق، وأعدا خمس موائد فتة دخن. كان يرحب بالحاضرين وهو يتساءل عمن عمل له هذا المقلب. قال لنفسه: «ما يعمل مثل هذه المقالب إلا قاسم» وتذكر المقلب الذي عمله لعبد الرحمن غالب من منطقة خوالة وقد بلغ الخامسة والثمانين من العمر، حين زفوا إليه شابا على أنه عروس. فصدم عبد الرحمن وهرب من غرفة نومه، يظن أن الله حول عروسه رجلا، وراح يستغفر الله كثيرا ولم يعد يفكر بالزواج وحصل قاسم على مكافأة من أولاد عبد الرحمن. لم يدر زربة أن عودة صفية من بيت أبيها سريعا، هو بعد نصيحة أمها بالذهاب إلى المشعوذ عبد الواسع لعمل محبة؛
40
حتى لا يتزوج مرة أخرى، ففي ذات يوم أحس زربة شيئا غريبا في كتف معطفه، أخرجه فوجد ورقة طويلة وسط غلاف بلاستيكي، حاول قراءتها فلم يفهم منها شيئا، ثم أحرقها، فغضبت صفية من تهوره لاحتمال إصابتهم بأذى جراء حرق الورقة السحرية.
14
توفي والد زربة فقسمت التركة بين الورثة وأخذ كل نصيبه، وهم خمسة أبناء وثلاث نساء. منهم من باع أرضه إلى قرية نجاد، وامتهن الأولاد النجارة وعاشوا في المدن، أما البنات فتزوجن وعشن في المدينة أيضا. وكانوا لا يلتقون إلا في الأعياد. بقي زربة في القرية بعد حرب (1994م) حتى موسم الزراعة، وذهب الأهالي لحرث الأرض، حمل زربة محراثه وطلب من ناجي المقشش؛ أن يمسك بعصا المحراث وزربة يجره وصفية تبذر البذور خلفهما وهي حبلى في شهرها الثامن بطفلها الثامن. حين انتهى أولاد المرحوم صالح من حرث حقولهم ذهب ناجي يستأجر ثورهم؛ ليحرث به حقوله فنطحه الثور. أسرع زربة لنجدته مع غيره من الأهالي. قال زربة ضاحكا: يا ناجي، انتبه هذا ثور، ما هوش
41
زربة تبتل
42
صفحه نامشخص