26
دعستهم؟! - لا، حملتهم فوق الشاحنة. قم شوف
27
بنفسك.
قام زربة ينظر إلى أرضية الشاحنة، فشاهد دما متيبسا. أخبره درهم أنهم أجبروه على نقل الموتى، وكان بينهم أشخاص على قيد الحياة جروحهم خطيرة. دمعت عين درهم وهو يتذكر أنين الجرحى، وفجأة ابتسم وقال: كان هناك شخص ملتح، يردد «أين العين المرضية ...» إلى أن مات. قالوا لي فيما بعد إنها اسم لحورية عين في الجنة.
12
سافر زربة إلى القرية وقرر أن يترك زوجته نادية وتحول حبه لها إلى كره. جلس في القرية يداوي حزنه بالقات دينا من حسن مقبل الدسم، لم يضحك كسابق عهده. سألته زوجته صفية عن سبب كربته، أخبرها بموت زوجته سميرة العدنية وأطفالها الأربعة أثناء الحرب، وبما شاهده في عدن. خلال حديثه ذكر نادية سهوا، صمت فجأة ولم يكمل كلامه؛ فصفية لا تعرف عنها شيئا. سألته بغضب: زربة! وا زربة من هي نادية. تزوجتها وأني ما نيش داري. صابرة على الفقر وأنت من مرة
28
إلى مرة. والله، ما أبقى في هذا البيت.
قامت تعد حقيبتها وهي غضبانة؛ لتذهب إلى دار أبيها. فذهب زربة خلفها يقول: يا صفية، والله، أني طلقتها، أقول لك قري
صفحه نامشخص