انفصلت عن روبرت بلا قبلة ولا تحية. أنا لم أقبله لأني وقفت متهيبة أمام رجل الغد منه، وهو لم يقبلني لأني لم أعطه كعكا ولا حلواء ...
بين عامين
بين شطي الماضي والمستقبل يجري نهر الحياة ثملا بعقيقه الفخم؛ ليصب في بحر الأبدية حيث لا جديد ولا قديم؛ وخيالات البشر تتهادى بين جماجم الموت وأغراس الحياة مخفية طي ضلوعها كثيرا من الآمال، وكثيرا من الكلوم.
فإلى بحر الأبدية، أيها العام الراحل!
وأنت أيها العام الجديد، إلينا! •••
وطئت الأرض طفلا جميلا، فنبهت في قلوب الشيوخ الحنان، وكنت صلة حب بين أرواح الخلصان.
امتزجت نسيماتك بدقائق الأثير فأصبح مغردا لامعا، وامتشقت حسام الصبح ضاربا أعناق جيوش الظلام، فسالت منها الدماء في المشرق، وملأت كتائب النور الأرض والسماء.
وداست أعقابك على هام الأيام، فأفنت قديمها، وغدا اليأس أملا، والنواح تهليلا.
هي الإنسانية طفلة في هرمها كلما ذاقت عذابا رجت حظا، ولئن مزقت أحشاءها الضغائن والأحقاد، فموجات الحب العظيم ما برحت غامرة فؤادها.
فاسمع هتافها متخللا أصوات الصباح: رحماك، أيها العام، رحماك!
صفحه نامشخص