أحد الطلبة : «فعل الأمير ذلك لأن الاعتقاد بفعل الكيمياء القديمة ضرب من الأوهام، وملاحقة الأوهام توجب الردع؛ فعمل أمير خراسان لم يكن إذن توحشا، بل عقابا عادلا.»
الحكيم (بعد سكوت قصير) : «إذن أنت ترى أن هذا الرجل استحق فقد عينيه؛ لأنه كان يلاحق ما دعوته أوهاما؟»
الطالب : «نعم.»
الحكيم (بعد سكوت آخر) : «إذا كانت ملاحقة الأوهام والاعتقاد بها تستوجب عقوبة العمى، فمن ذا منا يا ترى؛ من ذا من البشر يا ترى يستحق أن يكون بصيرا؟»
ليلة عيد النصر
عاملان اثنان يتجاذبان الجنان: عامل الحزن وعامل السرور، على أن قطرة حزن في عمقها توازي بحر سرور في اتساعه ...
صوتان اثنان يناديان المرء من سحيق أقطاب الحياة: صوت السعادة وصوت الشقاء، فينطلق يعدو والسعادة وجهته، على أن صخور الوعر تهشم قدميه، وأشواك القتاد تدمي يديه، وتأوه الثكل والوداع يفطر لبه، وتجهده المسئولية في معترك الأعمال، فينسى السعادة بين الشفقة والنضال؛ لأن الشقاء حقيقة والسعادة خيال ...
عاملان اثنان يتجاذبان الجنان: الحزن والسرور، على أن قطرة حزن في عمقها توازي بحر سرور في اتساعه ... •••
من لا يذكر ذلك النهار والليلة التي تبعته، يوم قامت دول الحلفاء تذيع بشائر النصر بدوي مدفع طالما هدر لدى الكريهة مجاهرا باستصغار الحياة وإكبار المفاداة؟ من لا يذكر مهرجانا انتشرت بهجته على ضواحي العاصمة، وتقاسم أفراحه صاحب الكف الندي الذي أجزل للمعدم العطاء، وصاحب اليد الفارغة التي أثقلتها أكياس الطعام والحلوى؟
إلا أن نور النهار باهت لزخرف الأعياد، ولا تتم الحفلات وتسطع الزينات إلا تحت رواق الظلام الغدافي.
صفحه نامشخص