زهری، احادیث و سیرت
الز هري أحاديثه وسيرته
ژانرها
الأمر الثاني: الروايات عن الزهري العديدة الدالة بمجموعها على مخالطته لأمراء الأموية، وهي مفرقة مع روايات تجر إلى ذكر ذلك نحو ما أخرجه البخاري(1) من النسخة المجردة عن الشروح بسنده إلى الزهري قال: قال لي الوليد بن عبدالملك: أبلغك أن عليا كان في من قذف عائشة؟ قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبدالرحمن، وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث: أن عائشة (رض) قالت لهما: كان علي مسلما في شأنها. انتهى.
وهذا دليل على انحراف الزهري وميله، وأنه أراد التقرب إلى الوليد بهذه الرواية التي لم يسأل عنها، إنما سئل عن القذف، وقد كان يكفيه أن يقول: لا، لم يبلغني.
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة الزهري(2): وروى عنبسة عن يونس عن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان، وأنا محتلم.
وفي ترجمته أيضا(3): وقال سعيد بن عبدالعزيز، سأل هشام بن عبدالملك الزهري أن يملي على بعض ولده فدعا بكاتب فأملى عليه أربعمائة حديث، ثم إن هشاما قال: إن ذلك الكتاب قد ضاع فدعا الكاتب فأملاها عليه...إلى آخره.
والغرض الإشارة إلى ما هو من هذا القبيل من الروايات الدالة على مخالطة الزهري للأموية فأما ترجمته في تهذيب التهذيب وغيره ففيها مدح كثير بالحفظ أو بالعلم وكثرة الحديث.
فأما المدح بالزهد أو الورع فلم نجد له شيئا.
وقد وقعت كلمة مصحفة في خلاصة تهذيب الكمال وهي للخزرجي ففيها عن مالك أنه قال في الزهري: كان من أسخى الناس وتقيا، ما له في الناس نظير. انتهى.
صفحه ۷۸