135

سمعت رسول الله يقول له، خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي)).

وسمعته يقول يوم خيبر: ((لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))، قال: فتطاولنا لها فقال: ((ادعوا لي عليا))، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.

ولما نزلت هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم}[آل عمران:61] دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

وهذا الحديث أخرجه بتمامه الترمذي في جامعه(1) بسنده عن سعد بن أبي وقاص ووثق راويه.

وحديث المباهلة أخرجه أحمد في مسنده(2) والحاكم في المستدرك(3) وصححه على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.

وقد استوفيت تخريجه في كتاب الذرية المباركة.

وقال البخاري في باب مناقب قرابة رسول الله ومنقبة فاطمة(4): وقال النبي: ((فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)).

وأخرج أيضا بسنده في صحيحه(5) عن عائشة قالت: (أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي فقال النبي: ((مرحبا بابنتي))، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها: لم تبكين، ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله حتى قبض النبي فسألتها؟ فقالت: أسر إلي ((أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي)) فبكيت، فقال: ((أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين))، فضحكت لذلك. انتهى.

صفحه ۱۲۳