123

مع أن روايتهم هذه تفيد أن إبراهيم عليه السلام أرسخ في الإيمان وأعلم بالله من محمد ومقتضى ذلك أن يكون إبراهيم أخشى لله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}[فاطر:28] وذلك يستلزم أن يكون إبراهيم أفضل من محمد صلى الله عليهما وآلهما! وذلك ينافي رواية العامة في حديث الشفاعة الطويل الذي التمس الناس فيه الشفاعة من آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى وكلهم عجز عنها ولم يصلح لها إلا محمد.

فكيف يكون مع هذه الرواية أحق بالشك من ابرهيم عليهم الصلاة والسلام أجمعين.

الفائدة الرابعة عشرة

أخرج البخاري(1) عن عبيدة بن عمير سمعت عائشة تزعم أن النبي كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال: لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له، فنزلت: {ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك -إلى قوله:- إن تتوبا إلى الله}[التحريم:1-4] لعائشة وحفصة. انتهى المراد.

وروى البخاري أيضا هذه القصة(2) بزيادة (وقد حلفت) وفي الأولى زيادة ذكر نزول الآية.

الفائدة الخامسة عشرة

في مجموع زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام أنه سأل عثمان بن عفان أن يحجر على -عبد الله بن جعفر (رضي الله عنهما) وذلك أنه بلغه أنه اشترى شيئا فغبن فيه بأمر مفرط.

وفي تهذيب التهذيب في ترجمته قال الزبير: (وكان عبد الله بن جعفر جوادا ممدحا).

قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: (وأخباره في الكرم شهيرة).

وقال ابن حبان: كان يقال له: قطب السخا.

صفحه ۱۱۱