68

ظهر اسلام

ظهر الإسلام

ژانرها

أين في الناس أب مثل أبي؟

قد قبست المجد من خير أب

وقبست الدين من خير نبي

وضممت الفخر من أطرافه

سؤدد الفرس ودين العرب

وقد شرحنا أثر الفرس الاجتماعي في «ضحى الإسلام»، غير أننا نذكر هنا أن هذه الحروب بين الترك والبويهيين الفرس، وبين البويهيين بعضهم مع بعض، أثرت كثيرا من الخراب في العراق وما حولها، حتى جاء عضد الدولة فاستقرت الأمور بعض الاستقرار، ومكنه ذلك وحبه للعمران أن يصلح بعض ما خرب.

قال مسكويه: «وكان ببغداد أنهار كثيرة ... وكان منها مرافق للناس لسقي البساتين ولشرب الشفة في الأطراف البعيدة من دجلة، فاندفنت مجاريها، وعفت رسومها، ونشأ قرن بعد قرن من الناس لا يعرفونها، واضطر الضعفاء إلى أن يشربوا مياه الآبار الثقيلة، أو يتكلفوا حمل الماء من دجلة في المسافة الطويلة، فأمر (عضد الدولة) بحفر عمدانها ورواضعها، وقد كانت على عمدانها الكبار قناطر قد تهدمت وأهمل أمرها، وقل الفكر فيها، فربما انقطعت بها السبل، وربما عمرتها الرعية عمارة ضعيفة على حسب أحوالهم، فلم تكن تخلو من أن تجتاز عليها البهائم والنساء والأطفال والضعفاء فيسقطون، فبنيت كلها جديدة وثيقة، وعملت عملا محكما. وكذلك جرى أمر الجسر ببغداد، فإنه كان لا يجتاز عليه إلا المخاطر بنفسه، لا سيما الراكب لشدة ضيقه وضعفه، وتزاحم الناس عليه، فاختيرت له السفن الكبار المتقنة، وعرض حتى صار كالشوارع الفسيحة، وحصن بالدرابزينات، ووكل به الحفظة والحراس!»

75

كما أعاد الاطمئنان إلى أهل الذمة، وأذن للوزير نصر بن هارون في عمارة البيع والديرة، وإطلاق الأموال لفقرائهم.

كما أنشأ في بغداد سنة 371ه، بيمارستانا للمرضى سمي بعده البيمارستان العضدي، وأحضر له كل ما يلزم من الأدوية والآلات، ورتب له أربعة وعشرين طبيبا، منهم الجراحون والكحالون والمجبرون، وكان فيه دراسة للطب أيضا، وممن كان يدرس فيه إبراهيم بن بكس.

صفحه نامشخص