459

وقرأ حمزة : ويقاتلون الذين. وقد منع سيبويه إدخال الفاء في خبر «إن» ، ك : ليت ولعل ، ولذلك قيل : الخبر قوله : ( أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا ) إذ لم ينالوا بها الثناء والمدح ، ولم تحقن دماؤهم وأموالهم ( والآخرة ) بأنهم لم يستحقوا بها الثواب ، فصارت كأنها لم تكن. وهذا هو حقيقة الحبوط ، وهو الوقوع على خلاف الوجه المأمور به ، فلا يستحق عليه الثواب والأجر. وهذا التركيب عند سيبويه كقولك : زيد فافهم رجل صالح. والفرق بين «إن» و «ليت ولعل» أنه لا يغير معنى الابتداء ، بخلافهما. ( وما لهم من ناصرين ) يدفعون عنهم العذاب.

( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون (23) ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (25))

( ألم تر ) ألم ينته علمك ( إلى الذين أوتوا نصيبا ) أعطوا حظا وافرا ( من الكتاب ) أي : التوراة ، أو جنس الكتب السماوية. و «من» للتبعيض أو البيان. وتنكير النصيب يحتمل التعظيم والتحقير. ( يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ) الداعي محمد صلى الله عليه وآلهوسلم . وكتاب الله تعالى القرآن والتوراة ، لما روي : «أنه صلى الله عليه وآلهوسلم دخل مدارسهم فدعاهم ، فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد : على أي دين أنت؟ فقال عليه السلام : على دين إبراهيم ، فقالا له : إن إبراهيم كان يهوديا ، فقال : هلموا إلى

صفحه ۴۶۴