428

ولما أمر الله تعالى بأخذ رأس المال من الموسر بين بعده حال المعسر ، فقال : ( وإن كان ذو عسرة ) أي : إن وقع غريم من غرمائكم ذو عسرة ( فنظرة ) أي : فالحكم ، أو فالأمر ، أو فعليكم ، أو فليكن نظرة ، وهي الإنظار ( إلى ميسرة ) إلى وقت يساره. وهو خبر في معنى الأمر. والمراد فأنظروه إلى وقت يساره. وقرأ نافع بضم السين. وهما لغتان ، كمشرقة ومشرقة.

( وأن تصدقوا ) تصدقوا بالإبراء ( خير لكم ) أكثر ثوابا من الإنظار ، أو خير مما تأخذون ، لمضاعفة ثوابه ودوامه. وقيل : المراد بالتصدق الإنظار ، لقوله صلى الله عليه وآلهوسلم : «لا يحل دين رجل مسلم فيؤخره إلا كان له بكل يوم صدقة». ( إن كنتم تعلمون ) ما فيه من الذكر الجميل والأجر الجزيل.

ثم حذر سبحانه المكلفين من بعد ما تقدم من أمر الحدود والأحكام ، فقال : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) إلى جزاء يوم القيامة أو يوم الموت ، فتأهبوا لمصيركم إليه. وقرأ أبو عمرو ويعقوب بفتح التاء وكسر الجيم. ( ثم توفى كل نفس ما كسبت ) جزاء ما عملت من خير أو شر ( وهم لا يظلمون ) بنقص ثواب وتضعيف عقاب.

وعن ابن عباس : أنها آخر آية نزل بها جبرئيل عليه السلام ، وقال : ضعها في رأس المائتين والثمانين من البقرة. وعاش رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم بعدها أحدا وعشرين يوما. وقيل : أحدا وثمانين. وقيل : سبعة أيام. وقيل : ثلاث ساعات. وروي أصحابنا أنه توفي لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة ، ولسنة واحدة من ملك أردشير بن شيرويه بن أبرويز بن هرمز بن أنو شيروان.

( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب

صفحه ۴۳۳