أحكام الإسلام وشعبه. وروى أصحابنا أنه الدخول في الولاية.
( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) بالتفرق والتفريق ( إنه لكم عدو مبين ) ظاهر العداوة.
ولما أمر سبحانه عباده بالطاعة عقبه بالوعيد على تركها ، فقال : ( فإن زللتم ) تنحيتم عن الدخول في السلم ( من بعد ما جاءتكم البينات ) الآيات والحجج الشاهدة على أنه الحق ( فاعلموا أن الله عزيز ) غالب لا يعجزه الانتقام منكم ( حكيم ) لا ينتقم إلا بالحق.
ثم عقب سبحانه ما تقدم من الوعيد بوعيد آخر ، فقال : ( هل ينظرون ) استفهام في معنى النفي ، بقرينة قوله : ( إلا أن يأتيهم الله ) أي : يأتيهم أمره أو بأسه ، كقوله : ( أو يأتي أمر ربك ) (1) وقوله : ( إذ جاءهم بأسنا ) (2) غير أنه ذكر ذاته تفخيما للبأس ، وهذا كما يقال : دخل الأمير البلد ، ويراد بذلك جنده. أو يأتيهم الله ببأسه ، فحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله : « أن الله عزيز » ( في ظلل ) جمع ظلة ، كقلة وقلل ، وهي ما أظلك ( من الغمام ) بيان لظلل. والغمام : السحاب الأبيض. وإنما يأتيهم العذاب فيه لأنه مظنة الرحمة ، فإذا جاء منه العذاب كان أفظع ، لأن الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أصعب ، فكيف إذا جاء من حيث يحتسب الخير؟!
( والملائكة ) بالرفع ، أي : يأتيهم الملائكة ، فإنهم الواسطة في إتيان أمره ، أو الآتون على الحقيقة ببأسه ( وقضي الأمر ) أتم أمر إهلاكهم وفرغ منه ، وهو المحاسبة وإنزال أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار. وضع الماضي موضع المستقبل لدنوه وتيقن وقوعه ( وإلى الله ترجع الأمور ) في سؤاله عنها ومجازاته
صفحه ۳۳۶