============================================================
الأجنبية . وقد انتبه عدد من اللغويين العرب، مثل أبي عبيد، إلى وجود كلماتا ومفردات أجنبية في الجهاز الاصطلاحي العربي . من هذه الكلمات التي انتبه إليها العلماء (الصراط) و(الربيون) و(الاستبرق) وغيرها . لكن هناك كلمات أخرى لم يتمكن اللغويون من معرفة مصدرها الاشتقاقي، ولذلك أرجعوها إلى ما يمائلها من كلمات عربية صوتيا، مثل (إقليم) التي جعلوها مشتقة من (القلم)، و(يأجوج) التي اشتقوها من (أجج)، و(ماروت) التي جعلوها مشتقة من (المرت) . وليس من شك في أن هذه الاشتقاقات تشكو من الافتعال، لكن السبب الأساس فيها يكمن في انعدام المعلومات حول الأصول الاشتقاقية لهذه المفردات حينئذ ف مواد العم بعد حل منهجية الاشتقاق كطريقة مناسبة لتناول المفردات الاصطلاحية ، تأتي مشكلة تصنيف المواد في المعجم. هل يصنف أبو حاتم المواد صوتيا على طريقة كتاب "العين"، أو حسب الحرف الأخير منها كما في كتب "التقفية" ، أم حسب ال الحقول الدلالية كما هو الحال في كتاب "الغريب المصنف" لأبي عبيد مثلا: يمكن القول إن أبا حاتم صنف كتابه بحسب طريقة الحقول الدلالية، لكنه اجتهد في ترتيب هذه الحقول الدلالية على نحو فريد، لم يسلكه لغوي قبله.
سرى عند الحديث عن مصادر الكتاب أن ابن قتيبة سبقه إلى تناول عدد من هذه المصطلحات في بعض كتبه، لكنه لم يخضعها لأي تصنيفي دلالي، بل أدرجها في مقدمات كتبه أو متونها أو آخرها، واقتصر عمل الزجاج في كتابه الصغير "تفسير أسماء الله" على بيان معاني أسماء الله الحسنى، فكانت لديه حقلا د لاليا واحدا لم يخرج عنه . أما مشروع أبي حاتم الرازي فهو تقديم معجم كامل ينطوي على (321) مادة اصطلاحية، تتوزع على حقول دلالية متنوعة، تمتد من أسماء الله الحسنى، وتمر بالمصطلحات الكلامية والفقهية، وأسماء الفرق ال الإسلامية، لتنتهي بالتقاليد الجاهلية في الميسر والقداح، والسحر والكهانة، و أسماء الأوثان الجاهلية. وهكذا فقد احتاج منه هذا المشروع الكبير إلى جها تصنيفي خاص، بحيث يكون الانتقال من مادة لغوية إلى أخرى متدرجا، يحافظ
صفحه ۶۱