============================================================
و تسعة عشر دينارا، في كل دينار ألف دينار، وزعم أنه ينفذها إلى صاحب المغرب القيم بالأمر"(1).
يبدو أن استقطاع هذا المبلغ من الأمير نصر لم تكن له علاقة بدية المروزيا بل هو رسم اشتراك في الدعوة. "ومن المرجح أن النسفي أراد استحصال هذا المبلغ كواجب من الأمير الساماني، لكنه ضاعفه بضربه في ألف بسبب مرتبة المستجيب"(2) . فلأن المستجيب في استقطاع هذا المبلغ لم يكن شخصا عاديا بل هو أمير خراسان بأسرها، فقد كان عليه دفع المبلغ بالدينار بدلا من الدرهم، ومضاعفته بضربه بألف. وربما ظهر بين الدعاة أنفسهم شيء من الخلاف حول عائدية هذه المبالغ، هل تستقطع باسم محمد بن إسماعيل، أم باسم الأئمة الفاطميين في المغرب.
مهما تكن الحال، وبالرغم من أن هذه الوقائع حصلت بعد وفاة أبي حاتم اا فإن هذا التنظيم، وما نتج عنه من ثراء مادي للحركة، انعكس على الوضعية الاقتصادية المرفهة التي كان يعيشها الدعاة علنا . وتكثر النصوص المعادية لهم من الإشارة إلى الثروات الطائلة التي نهبث من دعاة الحركة بعد القضاء عليهم. وقد أثار هذا الثراء الباذخ حفيظة قادة الجيش . كان هؤلاء القادة يشعرون أن الدولة قوم على أكتافهم، في حين أن الثروة تذهب من نصيب نخبة من الدعاة القرامطة .ا و لذلك ما كاد علماء المدينة يشكون إلى قائد الجيش من خطر الجهر بالدعوة القرمطية علانية، حتى طمأنهم القائد.
وفي اليوم التالي، اجتمع كبار القادة، وقر رأيهم على القيام بانقلاب عسكري ضد الأمير نصر. وكانت خطتهم تقتضي نهب ما في الخزانة الملكية من سجاد ومفروشات وأواني ذهبية وفضية وديباج وتحف، ونقلها إلى قصر القائد الأعلى بذريعة دعوة الجيش إلى وليمة كبرى، واستحصال اعتراف القادة، ثم التوجه بعد ذلك إلى قتل الأمير نصر، وإكمال الخطة بنهب ثروات القرامطة وممتلكاتهم .ا ذهب القائد الأعلى إلى الأمير نصر، فوافق الأخير على نقل ما طلبه إلى (1) ابن النديم : الفهرست ص 234.
(2) 44 da6f, 21da12a21r 10dAAddd0bd05 مdd430d, 0, 161
صفحه ۴۶