============================================================
الغة(1): الجد: عظمة الله من قوله (تعالى جد ربنا) [الجن: 3]. والجد،ا بالكسر، الاجتهاد والمبالغة. وأنكر قوم أن يقولوا في الدعاء: تعالى جدكا فقالوا: تعالى ذكرك، كأنهم فروا من التشبيه. وقالوا: الذي في القرآن (تعالى جد ربنا هو قول الجن حكاية عنهم(2). وخطأهم الآخرون، فقالوا إن الله عز وجل وصف هؤلاء الجن بأنهم مؤمنون ومدحهم، فقال استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به) [الجن: 1- 2]. وفي الحديث: كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا"(3)، معناه: عظم فينا، وجل مقداره. والجد: أبو الأب، وأبو الأم،(4) وكذلك الجدة : أم الأم، وأم الأب.
وكل من علا في الآباء يسمى "جدآ". قالوا: وإنما سمي بذلك لأنه علا في الأبوة، وصار معظما مبجلا مفضلا لسنه. والجد في غير هذا هو البخت(5) .
يقال: فلان مجدود في هذا الأمر، أي مرزوق، ذو حظ منه. وفي الدعاء: "لا ينفع ذا الجد منك الجد"(6)، أي من لم يساعده القضاء من الله عز وجل فيما قسمه له من الرزق، لم ينفغه جده. وقال آخرون: لا ينفع ذا الجد جده، يعني ال الجد هو الاجتهاد. ويقال: جد في الأمر ، إذا اجتهد فيه ، أي لا ينفع المجتهد اجتهاده إذا لم يساعذه القضاء من الله فيما ضمنه له من الرزق(7). وفي مثل للعرب اسع بجد أو دع"(8). وفي مثل آخر "جدك لا كدك"(9)، أي أن المرء إذا لم يكن مجدودا لم ينفعه السعي والكد.
(1) هو ابن قتيبة في تفسير غريب القران ص 19، وانظر: غريب الحديث 170/1.
(2) من الواضح أن هذا تأويل معتزلي.
(3) عن أنس بن مالك في غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 170.
(4) ابن السكيت: إصلاح المنطق ص 22 .
(5) ابن السكيت : إصلاح المنطق ص 22 .
(6) ابن السكيت : إصلاح المنطق ص 22 .
(7) من (وقال آخرون) : زيادة من م وأخواتها.
(8) أبو عبيد: الأمثال ص 193. (عارك بجد أو دع) ، وفيه رواية : (اسع) .
(9) أبو عبيد : الأمثال ص 193.
241
صفحه ۲۴۴