237

============================================================

وقال الكميت: [الكامل] في ظل من عنت الوجوة له ملك الملوك ومالك الغفر ويقال لجنة الرأس "مغفر"، لأنه يغطي الرأس ويستره..

والغفور على وزن "فعول"، يعني من شأنه أن يغفر الذنوب، كما يقال: فعل فلان كذا وكذا، فتقول: هو فعول لذلك، تعني من شأنه أن يفعل ذلك، ويقال: فلان صدوق اللهجة، أي من شأنه وعادته الصدق.

و أما الغفار فهو الذي يغفر ذنبا بعد ذنب، كأنه يغفر ذنوبا كثيرة مرة بعد أخرى. وهو على وزن "فعال"، كما تقول: رجل قتال، أي يكثر القتل. فالتشديد يدل على التكرير والتكثير. ومنه يقال في الدعاء: يا غفار الذنوب، ولا يكاد يقال: يا غفار(2) الذنب.

وأما الغافر فإنه يقال بالإضافة، يقال: غافر الذنب. قال الله عز وجل (غافر الذنب وقابل التوب [غافر: 3]. وهو على وزن "فاعل"، كما تقول: قاتل الرجل. والتخفيف يدل على التقليل: غافر الذنب، أي يغفر ذنبا واحدا، وغفار: يغفر الذنوب الكثيرة. ومثل ذلك قوله: غلق وغلق. فغلق تعني بابا واحدا، وغلق أبوابا كثيرة. قال الله عز وجل (وغلقت الأبواب) [يوسف: 23]، وقال (وقطعن أيديهن) [يوسف: 31]، لأنهن أيد كثيرة. فالله عز وجل غافر الذنب، وغفار الذنوب، غفور لها، لأن من شأنه المغفرة.

قال الحكيم: قيل له "غفار" لأنه خلق المغفرة لرحمته بخلقه، ولتمام خلقته ئلا يكون في الخلق تقصير(3) عن الخلقة في الكل، فغفر وعفا ورحم المستوجبين ل لذلك. ولم نر أحدا أقدر على المجازاة بالذنب منه. فغفر الذنب، فلذلك قيل له اا "اغفار"، لا غفار غيره.

231 (1) ديوان الكميت ص 214 (نقلا عن الزينة) .

(2) سقطت من ب، وهي في م وأخواتها.

(3) في ب: التقصير.

صفحه ۲۳۴