============================================================
فالجبار هاهنا : النخل الذي طال وفات اليد(1). ويقال: ناقة جبار، بلا هاء اذا عظمت وسمنق(2). والجمع: جبابر. وفرس جبار، إذا كان قويا مشرفا متناهيا في الفراهة(3) . ويقال للملك: "جبار"، إذا تكبر على الناس، واحتجب فلم يوصل اليه في ظلامة، ولم يكلم هيبة له، فلا يقدر على الانتصاف منه، ولا يوجذ في سلطانه نصفة، فيقع في سلطانه الخبط والظلم. قال الله عز وجل (إن فيها قوما جبارين [المائدة: 22]، قال أهل التفسير: هم قوم عاد. والجبار: الملكك المستصغر للناس من إدلاله(4) بنفسه. وقالوا في قوله (وما أنت عليهم بجبار رق: 45]: أي ملك مسلط. ويجمع أيضا: جبابرة. قال أبو عبيدة في قوله (وخاب كل جبار عنيد [إبراهيم: 15]، قال: عنيد وعنود وعاند كله واحدا والمعنى جائر(5).
و في حديث النبي صلى الله عليه وآله "ضرس الكافر في النار مثل أحد وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار"(6). قال ابن قتيبة: الجبار هاهنا: الملك. قال: وهو كما تقول: ذراع الملك. قال: وهو ملك من ملوك العجم كان تام الذراع، فنسب الذراع إليه(7). وقال غيره: ليس بأنه كان أتم ذراعا من غيره، ولكنه هو الذي وضع مقدار هذا الذراع، فنسب إليه . وخلصوا الحديث من التشبيه بهذا التفسير(8).
وقال قوم: الجبار هو من جبر الخلق، أي أنعشهم وكفاهم. يقال في الدعاء: (1) ينظر : كتاب النخل للأصمعي، البلغة في شذور اللغة، ص 69 ، والزجاج : تفسير أسماء الله ص 34.
(2) ابن قتيبة : غريب الحديث 615/1، وينظر : اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 240 .
(3) هكذا في ب، وفي م وأخواتها : في الكرم.
(4) هكذا في م وأخواتها، وفي ب: من إجلاله.
(5) أبو عبيدة : مجاز القرآن 337/1.
(6) غريب الحديث لابن قتيبة 745/3، وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 271، وأطرافه في سنن الترمذي (2587)، وصحيح مسلم 154/8، ومفرادات الراغب الأصفهاني 112/1.
( نقلا عن ابن قتيبة) ، والفائق للزمخشري 185/1 .
(7) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 271 .
(8) واضح أن هذا تفسير معتزلي.
صفحه ۲۲۴