============================================================
والبرسام، بالسريانية: ابن الموت، وذلك أن "بر" هو "ابن"(1). وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله أنه قال "إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا السام".
قيل: ما السام؟ قال: الموت(2).
فالله عز وجل وضع هذا الاسم بين عباده ليكون أمانا لهم فيما بينهم، فإذا سلم أحذهم على الآخر، فقد أعطاه الأمان، كأنه يقول: سلمت مني أن أتناولك بيد أو لسان. فمن وفى بذلك، وأدى الأمانة(3)، وقاه الله في الدنيا من البلايا، وسلمه منها(4)، وسلمه في الآخرة من العذاب، وأدخله سالما إلى دار السلام.
ومنها قال النبي صلى الله عليه وآله "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(5). فأمر الله عباده بإفشاء السلام فيما بينهم في الدنيا، ليسلم بعضهم منر بعض على إعلام أحدهم صاحبه أنه سليم منه، قلبا وقولا وفعلا، لأن المؤمن حرام الدم والمال والعرض.
وقال الله عز وجل في صفة أهل الجنة (ادخلوها بسلام آمنين [الحجر: 46]، وقال {تحيتهم فيها سلام) [يونس: 10]، وقال لا يسمعون فيها لغوا ولا تأئيما إلا قيلا سلاما سلاما [الواقعة: 25- 26]، أي سلمهم الله في الدنيا من افاتها فسلموا منها ، وفي الآخرة من عذاب النار ، فسلموا في الدارين. فلذلك كرر اسلاما سلاما" . وقال (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الداره [الرعد: 24].
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال "أعطي أمتي ثلاث خصال، لم يعطها أحد قبلهم؛ صفوف الصلاة، وتحية أهل الجنة، وآمين، إلا ما كان من أمر موسى وهارون" . فأما تحية أهل الجنة، فيعني قوله (تحيتهم فيها سلام) وقال: يتباشرون بها فيما بينهم ، لأنهم قد سلموا من آفات الدنيا وعذاب الآخرة .ا والسلام: السلامة. قال لبيد: [مجزوء الكامل] (1) ابن قتيبة : غريب الحديث 357/1.
(2) ابن قتيبة : غريب الحديث 357/1، صحيح البخاري (5688) ، صحيح مسلم 25/7.
(3) في م : أمانة الله.
(4) في ب : بها.
(5) صحيح البخاري (10)، صحيح مسلم 48/1.
(6) في م وأخواتها : على بعض.
صفحه ۲۱۴