============================================================
ال العدد كدخول الواحد، إذا قلت: واحد، اثنان. والفرق بينهما بين، وفضيلة الأحدا على الواحد واضحة.
وقد سمى الله عز وجل نفسه "واحدا" و"أحدا"، ووصف نفسه بالوحدانية(1) والأحدية، فقال في محكم كتابه (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد [الكهف: 110]، وقال لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد النحل: 51]، وقال (قل هو الله أحد [الإخلاص: 1]. فوصف نفسه في كتابه بالوحدانية والأحدية.
والواحد نعث يلزمه على الحقيقة، لأنه كان قبل، ولا ثاني معه. والثاني خلاف الواحد، فهو واحد لاتحاده بالقدم، والخلق اثنان، لاقترانه بالحدوث.
لأن الحدوث ثان للقدم، وبه ظهرت التثنية. فالواحد هو الأحد في ذاته، إذ لم يلزمه نعت أو صفة، فيكون ذلك ثانيا له، والخلق اثنان ، لأنه صفة وموصوف.
فهو لا شيء قبله، ولا من شيء، ولا في شيء، ولا على شيء، ولا لشيء، ولا معم شيء، فيكون ذلك الشيء ثانيا معه. بل هو واحد، منشئ(2) الأشياء، والأشياء ككلها له. وهو المتحد بذاته، ممتنع من أن يكون له شيء ثانيا معه بوجه من الوجوه. والخلق كله له.
وإذا كان يسمى بالواحد، وكانث هذه الصفة قد لزمت جميع الأشياء في وجه، فإنها تزول عنها في وجه، كما قيل: إنسان واحد، وفرس واحد، وبعير واحد، وكذلك يقال لسائر الأشياء. وهذه صفة تلزمها في اللفظ، والمسمى لا يخلو من معاني كثيرة مجتمعة فيه، كالجسم والعرض، وهو واحد مجموع من أشياء متفرقة. فكل شيء لا يخلو من تراكيب كثيرة، كالإنسان، يقال له رجل واحد، وهو لحم ودم وعظم ومخ وعروق وغير ذلك. وأقل ما يوجد في الشيء الواحد معنيان. فإن كان حيوانا، قيل: روح وجسد، وإن كان مواتا، قيل: بارد ر طب، أو بارد يابس، أو حار رطب، أو حار يابس. فإذا اجتمعث هذه الأشياء (1) هكذا في ب، وفي م وأخواتها : بالواحدية والأحدية .
(2) هكذا في الأصول، وكثيرا ما تختلط هذه الكلمة بعبارة (مشييء الأشياء) ، كما تختلط بعبارة (مؤيس الأيسيات) في النصوص الإسماعيلية، ولا سيما في نصوص أتباع حلقة النسفي . ل
صفحه ۱۹۰