============================================================
اله". فذهبت الألف في الوصل لأنها زائدة. ولو كانت أصلية، لثبتت في التصغير، ولكانت تفتح كما تفتح ألفا "الأب" و"الأخ"، فتقول "هذا أبوك" ، فتحت الألف في الابتداء والوصل، ولم تذهب في التصغير، فقلت "أبي" و"أخي". ولو كانت زائدة لذهبت، كما سقطت ألف "اسم".
ويقال إن الاسم مأخوذ من "السمو"، وهو العلو والرفعة. والأصل فيه اسمو"، بالواو، على وزن "حمل"، وجمعه أسماء، مثل قنو وأقناء، وحفو وأحناء. وإنما جعل الاسم تنويها بالدلالة على معنى الاسم، لأن المعنى تحت الاسم. هذا قول النحويين(1).
قال الترمذي في الاسم نحو هذا المعنى. وقال: الاسم هو السمة، وجميع العلم في الأسماء، وهو بالعجمية "دروست داغ" . فهي تدل على صاحبها، لأنها حرفان؛ سين وميم. فالسين من "السناء"، والميم من "المجد"(2)، وهو لب الشيء. وكأنه سمي "اسما" لأنه يضيء لك عن لب الشيء، ويترجم لك عن مكنونه. وليس شيء إلا وقد وسمه(3) الله بسمة تدل على ما فيه من الجوهر.ا فاحتوت الأسماء على جميع العلم بالأشياء، فعلمها الله آدم صلوات الله عليه ، وأبرز فضيلته في العلم(4) على الملائكة، ثم قال للملائكة (أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
قال يا آدم أنبثهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم) [البقرة: 30-32] أبان فضله في العلم عليهم.
فأول ما بدأ من العلم أسماؤه تبارك وتعالى. وأول أسمائه "الله"، ثم الأسماء كلها منسوبة إليه، فقال ولله الأسماء الحسنى [الأعراف: 180]، فجعل
اشتقاق أسماء الله ص 255.
(2) الحكيم الترمذي : الأمثال في الكتاب والسنة ص 56 .
(3) في ه: وسم.
(4) من هنا تستأنف مخطوطة ب.
صفحه ۱۶۷