============================================================
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود(1) فقلب القافية، وقال : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ، ويأتيك من لم تزود بالأخبار (2) . ليكون كلامه مصونا عن روي الشعر ووزن القوافي، احتياطا للقرآن ، وصيانة للوحي.
والذي أنزل الله في تهجين الشعر قوله (وما علمناه الشعر وما ينبغي له رياسين: 69]، وقوله (والشعراء يتبعهم الغاوون) [الشعراء: 224]. فهذا في الشعراء الذين هجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل كعب بن الأشرف، لا وعبد الله بن الزبعرى، قبل دخوله في الإسلام، وهبيرة بن أبي وهب وغيرهم، ال من آذوا رسول الله صلى الله عليه بهجائهم إياه. والغاوون هم الذين اتبعوهم من كفار قريش وغيرهم، ممن رووا ذلك الشعر معاداة له وتعصبا عليه. ثم استثنى المؤمنين من الشعراء، فقال إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات [الشعراء: 227]، يعني عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك، الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه بلسانهم(3) ودفعوا عنه بشعرهم. وقد روي عنه صلى اله عليه وسلم أنه قال "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه(4) خير له من أن يمتلى شعرا"(5). قال بعض العلماء: هو الشعر الذي هجي به رسول الله صلى الله عليه(2)، والشعر الذي فيه شتم أعراض المؤمنين والمؤمنات. فهذا هو الشعر الذي نزل القرآن بتهجينه، وروايته كفر، وإنشاده حرام. ولولا ما في الشعر من النفع والنصرة لما استثنى الله عز وجل المؤمنين من الشعراء، ولا جعلهم ممن انتصروا لرسول الله صلى الله عليه ممن ظلمه بشعره، وآذاه بهجائه، ولا سماهم منتصرين (1) ديوان طرفة بن العبد ص 44 .
(2) الفراهيدي : كتاب العين 65/6 . وانظر : سنن الترمذي (2857) .
(3) في م: بألسنتهم.
(4) يريه : يفسده.
(5) غريب الحديث لأبي عبيد 160/1، صحيح البخاري (6154)، صحيح مسلم 50/7، سنن الترمذي (2861)، سنن ابن ماجة (3759)، البرهان في وجوه البيان ص 165، دلائل الاعجاز للجرجاني ص 13، العمدة 31/1 .
(6) غريب الحديث لأبي عبيد 162/1.
صفحه ۱۲۳