لهذا فلا يخرجون عن الزيدية أحدا لما يعتقده مجتهدا في الفروع من الأحكام الشرعية إذ " كل مجتهد مصيب "، أما الجاهل فله الحق أن يقلد من يراه أهلا للتقليد.
تجدر الإشارة إلى أن النسبة إلى الإمام زيد رحمه الله لم تكن نسبة مذهبية كما يعتقد البعض من أن الزيدية مقلدين للإمام زيد رحمه الله كتقليد الشافعية للإمام الشافعي أو المالكية للإمام مالك رحمهم الله جميعا. والحقيقة أن النسبة للإمام زيد إنما هي نسبة اعتزاء لا مذهبية وذلك لما يلي:-
1- لأن المذهب الزيدي يحرم التقليد على كل متمكن من أخذ الحكم من كتاب الله وسنة رسوله ، ولا يبيحه إلا لغير المتمكن من الاجتهاد لقوله تعالى { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } .
2- لأن هذه النسبة لم يطلقها الإمام زيد على نفسه ولا على أتباعه ولا أطلقها أتباعه على أنفسهم في البداية ، وإنما أطلقها عليهم حكام بني أمية ، ثم بني العباس على أي ثائر عليهم من بعد الإمام زيد عليه السلام من أهل البيت النبوي الشريف . فالتسمية إذا تسمية سياسية في الأصل ولكن الزيدية الطائفة رضيت بهذه التسمية ، واعتبرتها شعار حرية وكرامة وجهاد وتضحية في سبيل الله والمستضعفين من عباده .
صفحه ۴